رغم مرور 20 عامًا، لم ينس الأمريكي «بول» الأسرة التي احتضنته في منزلها وعاش مع أفرادها 365 يومًا، يأكل من طعامهم وينام بينهم حين كان طالبًا بمصر، مرت السنوات وتغيرت الأحوال لكنه بقي على العهد، مُنتظرًا اللحظة المناسبة لزيارة الأسرة المصرية، إلى أن جاءت أخيرًا، وفاجئ العائلة بزيارة لم يُخطط لها.
«بول»، أمريكي مسلم، غير اسمه إلى «خالد»، يعيش في مصر منذ 20 عامًا، ويعمل بالسفارة الأمريكية بالقاهرة منذ فترة، حين كان طالبًا بالجامعة الأمريكية تعرف على شخص يدعى «عادل» يعمل في السياحة، وأصبحا صديقان، ومع رغبة الأمريكي في تعلم اللغة العربية العامية التي يتحدث بها المصريون، تطورت علاقتهما حتى حقق مطلبه.
علاقة صداقة ربطت «عادل» و«خالد»
«أحمد» ابن «عادل» صديق الأمريكي، والذي استقبله في منزله قبل وفاته، والذي تفاجأ بزيارته لمنزلهم بقرية أبوصير بمحافظة الجيزة، تحدث لـ«»، عن علاقة الصداقة التي ربطت والده الراحل بالأمريكي «خالد»: «والدي كان شغال في السياحة وخالد كان عاوز يتعلم لغة عربية ويتكلم زينا، فطلب من والدي، ووالدي رحب بالفكرة وعرض عليا فكرة الإقامة عندنا في البيت».
أتقن اللغة العربية وفهم الثقافة المصرية
إقامة «خالد» بالمنزل يعود لـ20 عامًا مضت، قضى معهم عاما كاملا، حتى أتقن اللغة العربية، وعاد إلى بلاده لمُباشرة عمله، بحسب «أحمد»: «ودعنا ومشي ورجع بلده، وفوجئنا بزيارته لينا بعد كل السنين دي، كان أصيل وفاكرنا، وأول لما جه كان العربي بتاعه مكسر، ما شاء الله دلوقتي بقى بيتكلم عربي كويس جدًا».
المحشي على مائدة الغداء
بعد زيارته المفاجأة، استقبلته الأسرة بالترحاب والأحضان، وكانت أكلات المصريين هو أول ما طلبه «خالد» لاستعادة ذكريات مضت: «عملنا له المحشي، وكان بيحبه وبيطلبه علطول، وكل الأكلات المصرية الشعبية، هو عارف كويس ولسه فاكر الأيام اللي بنعمل فيها فراخ ولحمة، عارف الأيام بالظبط».
بعد ما عاش سنة مع عائلة مصرية في قرية، موظف سفارة الولايات المتحدة خالد رجع بزيارة مفاجئة بعد عشرين سنة. pic.twitter.com/DdHYnFdxQV
— U.S. Embassy Cairo (@USEmbassyCairo) May 26, 2023
السفارة الأمريكية بالقاهرة تنشر زيارة «خالد» للأسرة المصرية
وعبر صفحة السفارة الأمريكية بالقاهرة، ظهر «خالد» في فيديو أثناء زيارته إلى الأسرة المصرية، «أنا النهاردة رايح أشوف العائلة المصرية اللي كنت عايش معاهم من 20 سنة، والزيارة دي هتبقى مفاجأة ليهم، وأنا قعدت في مصر بعد الجامعة علطول علشان أتعلم العامية، وقولت لنفسي أكيد مش هتعلم اللغة لو عشت في الزمالك أو المعادي مع أجانب، كان حلمي إني أعيش مع عائلة مصرية عشان أفهم اللغة والثقافة المصرية».