| «أمل» حصلت على لقب الأم المثالية في المنيا: تكريمي هدية من السماء

شعرت أن تكريمها خلال حفل «تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2022» كأنه تكريم من السماء على ما مرت به خلال تربية أبنائها الثلاثة، هي أمل حسين محمد التي حصلت على المركز الأول كأم مثالية في محافظة المنيا بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والشخصيات العامة في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.

«أمل»: شعرت أن تكريمي كأم مثالية هدية من السماء

«كأن التكريم من عند السماء» كلمات وصفت بها «أمل» التي تعمل كمعلم خبير في مدرسة سمنلوط الثانوية الزراعية العسكرية، عن شعورها تجاه التكريم الذي حصلت عليه مؤخرا لـ«»:«فرحت لأنى شعرت أن ربنا يحس بي وبما مررت به خلال حياتي».

 

تبدو السكينة  والهدوء في صوت «أمل» رغم أنها تتحمل مسئولية ثلاثة من الأبناء وحدها منذ ما يقرب 8 سنوات بعد وفاة زوجها غرقا في حادث انقلاب عوامة في النيل في سمنلوط عام 2014، منهم ابن من ذوى الهمم هو أحمد والذي يبلغ من العمر 21 عاما، والذي تعتبره نقطة التحول الحقيقية في حياتها، فإصابته بمرض التوحد جعلها تغير حياتها بشكل جذري وتطلق من قلبها الرغبة في مساعدة كل الأطفال الذي لديهم نفس المرض: «اكتشفت إصابة ابنى وعمره عام ونصف، كان لديه تأخر في الكلام وبدأت اللف به على عيادات الأطباء المختلفة، حتى اكتشفت أنه مريض بالتوحد، في البداية حزنت جدا، ولكن بعد فترة قررت  أنني لن أتوقف حتى يحظى بحياة طبيعية مثل بقية أشقائه».

 أمل: إصابة ابنى بالتوحد كان نقطة تحول في حياتى

الدراسة بجانب العمل كمعلمة بجانب البدء في خطوات علاج «أحمد» هو ما كانت تفعله «أمل» حيث لم تترك دورة تدريبية أو مساق تعليمي بخصوص علاج التوحد إلا وحصلت عليه، حتى قررت التخصص في مجال علاج ذوى الاحتياجات الخاصة من خلال إنشاء مركز سمارت كيدز للتخاطب لتنمية المهارات والسلوك في سمنلوط: «في البداية مع مجموعة من الأصدقاء قررنا إنشاء جمعية الدعوة للتنمية الشاملة والهدف منها خدمة المجتمع ، وبعد فترة كان القرار هو إنشاء مركز بهدف مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة».

قرار إنشاء المركز بحسب «أمل» كان جريئا ولكنه يستحق بعد التقدم الملموس الذي حققه الكثير من الأطفال، فالجمعية كانت متخصصة فقط في الأعمال الخيرية المتنوعة مثل المساهمة في زواج الأيتام، توزيع المساعدات المادية والعينية مع بداية شهر رمضان والأعياد: «الكثير من  حالات الأطفال  تقدمت صحيا ونفسيا بأسعار رمزية وأحيانا مجانا».

يعتقد البعض إن قرار «أمل» بإنشاء المركز كان الهدف منه علاج ابنها «أحمد» فقط، وهو ما تنفيه حيث أن المركز الذي تم إنشاءه منذ 13 عاما :« بعد أن خضت محاولات علاج ابني وعانيت لكي يحظى بحياة طبيعية، أدركت مدى معاناة الأمهات اللاتي لديهن أطفال ذوى احتياجات خاصة، فأنا كافحت حتى يحصل أحمد على تعليم مثل أشقائه فحصل على دبلوم صناعي، وحاليا يبلغ من العمر 21 سنة وتم إلحاقه بمدرسة لتعليم المهارات اليدوية والفنية بجانب ممارسة رياضة السباحة وركوب الخيل، وقد استلزم ذلك منى دراسة كل الإعاقات وكيفية التعامل معها، بعدها قررت أن أقدم هذا العلم من خلال المركز وليس العكس».

تعتبر «أمل» أن التكريم الذي حصلت عليه هو تكريم لكل الأمهات اللاتى لديهن طفل من ذوى الهمم: «أنا أحب كل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة أرى فيهم قدرة الله وعطائه، وبعد التعامل معهم في المركز أحببت أمهاتهن لما أراه من عطاء بلا حدود، واعتبر أن تكريمي هو تكريم لهؤلاء الأمهات، فكل أم لذوى الاحتياجات الخاصة هي أم مثالية»