ببرائتهما المعهودة وملامح وجههما الطفولية، كان الشقيقان يلعبان في أرجاء حديقة جدتهما والسعادة تملأ قلوبهما، وبعد دقائق قليلة من اللهو والمرح شعرت «أميرة» وشقيقها بالجوع فاقتطفا التفاح، دون أن يعرفا أن الفاكهة المحببة للجميع ستكون سببًا في وفاتهما.
«أميرة» 5 سنوات، و«غفران» 3 سنوات، كانا يلهوان في منزل جدتهما، ولفت انتباههما فاكهة التفاح الحمراء التي تنمو في الحديقة و أكلا منها، وبعد عدة ساعات بدأ الطفلان في التقيؤ بعنف وظهرت عليهما أعراض التسمم الحاد، ولم يمهلهما القدر كثيرًا إذا فارقا الحياة تاركين حزنًا كبيرًا في نفوس أسرتهما.
الأبوان يرويان تفاصيل وفاة طفليهما
الواقعة المأسوية حدثت في قرية «مونتيسيتوس» ببلدية «ريو دي أورو» في كولومبيا، إذ يحكي الوالدان في حزن وألم تفاصيل وفاة طفليهما بسبب التفاح: «أميرة جاسلي تشايا وجوفران ماتياس غونزاليس تشايا، كانا يلعبان في حديقة جدتهما إذ كنا في زيارة عندها بعد أن سافرنا من فنزويلا لزيارتها، وبعد ساعات قليلة من لعبهما في الحديقة أصابهما تسمم»، بحسب صحيفة «ديلي ستار » البريطانية.
وبحسب شهادة الجيران، فإن ما أكل منه الطفلان لم يكن تفاحًا بل كان فاكهة سامة من شجرة صغيرة تعرف باسم «بولا دي تورو» أو «هويفو دي تور»: «أكل ابني ستة ثمرات بينما تناولت أميرة 4، وبعد ظهور الأعراض عليهما، ذهبنا بهما إلى المستشفى حتى يتمكنا من تلقي العلاج، لكن لأننا من فنزويلا والتأمين لم يعتد به، أعطوا لابنتي مصلًا ولم تأخذ أي علاج»، بحسب حديث الأب.
الإهمال في علاج الطفلين
بسبب الإهمال في علاج طفليه، طلب الأب المساعدة من مكتب أمين المظالم في كولومبيا، حتى يمكن نقل طفلهما المتبقي إلى مستشفى مجهز بشكل أفضل في مدينة كوكوتا الكولومبية وهي على الحدود مع فنزويلا، ورغم حصوله على تصريح النقل إلى أن طفليه فارقا الحياة، إذ توفي الابن الأصغر بسبب إصابته بسكته قلبية أثناء نقله إلى المستشفى، بينما توفيت الابنة بعد يومين فقط من مكثوها في العناية المركزة.