مواقف سعيدة لم تدم طويلا في حياة رضا محمد، 65 سنة من محافظة القليوبية، تلك الأم التي تستغيث لإنقاذ ابنها الوحيد بعدما تراكمت عليه الديون، الأمر الذي سيعرضه للسجن خلال أيام، إذا لم يقم بسداد الأقساط المتبقية من السيارة التي قام بشرائها للعمل عليها بدلا من البطالة التي كان يعاني منها منذ تخرجه من كلية التجارة منذ 15 سنة، حيث تبلغ قيمة تلك الأقساط 30 ألف جنيه، وهو مبلغ عجزت «الأم» وابنها عن توفيره، نظرا للضائقة المالية التي تعاني منها الأسرة منذ وفاة الأب الذي كان يعمل مدرسا، والتي دفعت الابن إلى التفكير في الانتحار.
معاناة بدأت بوفاة الأب
توفي الأب منذ سنوات، ولم يترك لذويه شيئا، وهنا بدأت الأم تفكر في كيفية مساعدة ابنها الوحيد، حيث لم يرزقها الله غيره، ولكنها لم تستطيع الوقوف إلى جواره بسبب الأمراض التي إلمت بها ومنعتها عن الحركة منذ سنوات مضت: «بعد ما جوزي مات، طلع معاش بسيط كنت عايشة بيه أنا وابني كريم، لكن بعد فترة الفلوس مبقتش تكفي، ومكانش قدامه غير إنه يقبل يشتغل في أي شغل علشان نعيش، لحد ما أخدت مبلغ التأمين بتاع جوزي ودفعناه مقدم عربية علشان ابني يشتغل عليها بدل ما بيلف في الشوراع على شغل، وفعلا الأمور كانت ماشية كويسة وكله كان تمام، لحد ما ظهر فيروس كورونا».
ظهور فيروس كورونا كان سببا رئيسيا في حرمان «كريم» من مصدر دخله بعدما تأثر بالحظر ولم يعد قادرا على توفير أقساط السيارة التي قام بشرائها بضمان أحد البنوك، ليجد العشريني نفسه أمام عدة أقساط متراكمة وصلت 30 ألف جنيه، ومطالبة مستمرة من جانب البنك وإلا يتعرض للحبس: «كنا عايشين كويس أول ما جاب العربية لحد ما الشغل وقف، ومبقاش معانا فلوس القسط وطبعا هو اتجوز في خلال فترة الشغل لما لاقينا الأمور كويسة، لكن دلوقتي كل حاجه راحت ومفيش حتى تمن الكفن».
لا تملك «الأم» المريضة أموال لعلاجها من بعض الأمراض التي أصابتها، لكنها لا تفكر سوى في حال ابنها المهدد بالحبس، لمن سيتركها هي وأطفاله: «عنده عيلين، وكلها أيام ويتحبس لو مسددش المبلغ، وأنا مش عارفة أعمل إيه، لو فيا صحة كنت ساعدته لكن أنا مريضة قلب وعندي جلطة ومبخرجش من البيت، نفسي أطمن عليه، خايفة أموت وهو يتسجن وعياله تتمرمط».