مشاعر مختلطة سيطرت على الأم صاحبة الـ63 عامًا بعد زواجها من مصري، فبعد اقامتها لسنوات عديدة في الأردن وإنجابها لطفلين، توفى زوجها وأصرت أسرته على تربية الطفلين وسطهم، لكنها اضطرت إلى الزواج من مصري آخر مقيم بالأردن، وكانت علاقتها بأبنائها وطيدة يزورونها مع أسرتهما دومًا، إلى أن رحلت من الأردن لمصر برفقة زوجها الثاني وتركت طفليها في عمر العام والـ3 أعوام، فاقدة التواصل معهما طوال 37 عاما.
رحلة جديدة بدأتها الزوجة في بلدها الثاني مصر برفقة زوجها، أدت لانقطاع التواصل بينها وبين طفليها لمدة 37 عامًا، ليرسم القدر لحظة اللقاء من جديد بعد هذه المدة الطويلة، فلم ييأس الأبناء من محاولة العثور على أمهما بعد منع أسرتيهما التواصل معها، لتكلل هذه المحاولات بلقاء اختلطت فيه مشاعر ودموع الفرح لأول مرة بعد 37 عاما.
لقاء بعد 37 عامًا بين الأم وابنائها
محاولات عديدة سلكها باسم وشقيقته إيمان للعثور على والدتهما، للتفاجأ بعد مرور 37 عامًا بمكالمة هاتفية تخبرها أن ابنها «باسم» يحاول الوصول لها، وأنه كتب «بوست» على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لعله يكون وسيلته الرابحة في العثور على والدته بعد هذه المدة الطويلة.
تروي الأم ماجدة صلاح الدين، السيدة المصرية لـ«» قصتها التي بدأت منذ كان عمرها 23 عامًا، قائلة إن رحلتها بدأت بعد سفرها إلى الأردن وزواجها من مصري يدعى نايف محمد، أنجبت منه طفلين، وبعد وفاة زوجها رغب والدها في رجوعها إلى مصر للبقاء بجواره، ورفضه أن تعيش مغتربة في بلد غير بلدها، فاضطرت للزواج من مصري مقيم في الأردن وكانت علاقتها بطفليها جيدة، يتواصلان معها عن طريق أسرتيهما، إلى أن اضطرت للذهاب برفقة زوجها إلى مصر لتنقطع العلاقة إلى الأبد، وقتها كان عمر طفليها باسم عام واحد بينما إيمان 3 أعوام.
أضافت: «ولادي كانوا دايما على تواصل معايا وبيزروني في البيت مع عمتهم، وبيفضلوا قاعدين معايا شهر أو أكتر، وبعدها اضطريت أنزل علشان شغل جوزي، وانقطع التواصل ما بينا، وفوجئت بعد العمر ده كله أنهم بيحاولوا يوصلوا ليا، وتم اللقاء الأول بينا في المطار وكانت لحظة لا توصف، وكلموني قبلها فيديو كول علشان أعرف شكلهم، لأني سيبتهم صغيرين ونسيت شكلهم وفضلوا معايا شوية وبعدها سافروا».
وتابعت «الأم» أنها بعد اللقاء ذهبت برفقة ابنيها لتعريفهم بإخوتهم الأربعة من زوجها الثاني، مشاعر فياضة انتابت الأسرة بعد رؤيتهم لأخوتهم لأول مرة بعد 37 عامًا: «بجهز الورق وهسافرلهم أنا وإخواتهم».
«بوست» على فيسبوك يعيد اللقاء من جديد
دون «باسم» ابن السيدة ماجدة بوست على صفحات التواصل الاجتماعي للوصول إلى والدته، ليتفاجأ بالكثير من التعليقات التي تخبره أن شكل الأم يبدو مألوفًا لها، بينما كتبت أخرى أنها تعرف هذه السيدة فهي ابنة عمة والدها، ليتصل معها «باسم» على الفور لتخبره بأنها لا تزال على قيد الحياة، وتقيم بمنطقة المعادي في القاهرة ولديه 5 أخوة، لم يتمالك الابن نفسه من سماع تلك الأخبار السعيدة، ليسارع بالذهاب إلى والدتها واللقاء بها بعد 37 عامًا من الحرمان.