اعتدنا أن نرى أغلب صور كوكب الشرق أم كلثوم بالأبيض والأسود، فهى مرتبطة فى أذهاننا بالزمن الجميل، أما الفنان التشكيلى وجيه يسى فقد قدم رؤيته الخاصة لكوكب الشرق فى عشرات اللوحات التى رسمها فى الغربة بالالمبهجة الأصفر والأحمر والوردى، بخطوط وظلال وانفعالات وتفاصيل أبدعتها ريشته، التى تعكس عشقه لكوكب الشرق.
الأغرب أن «وجيه» لم يكن مرتبطاً بصوت أم كلثوم قبل سفره للعمل فى الخارج، موضحاً: «قبل سفرى إلى كندا واستقرارى بها منذ 33 سنة، لم أكن أحب أم كلثوم، وبعد سفرى جربت أسمعها وأنا فى الغربة، حسيت بيها وأحببتها جداً هناك، وبدأت أهتم بكل ما يخصها وليس فقط أغانيها».
ويتابع «وجيه»: «رسمت عدداً من الفنانين، مثل عبدالوهاب وفيروز وبليغ حمدى فى لوحات منفردة، لكن أم كلثوم رسمت لها لوحات لا عدد لها، فهى ليست مطربة أو صوت معجزة فقط، وإنما هى شخصية وتركيبة مصرية عبقرية جداً لا تتكرر.. هرم رابع، فى الغربة كنت أتأمل مسيرتها الفنية أيضاً، ولا أتوقف عند الاستمتاع بجمال الأغانى فقط».
ويشرح «وجيه» أن تجربة أم كلثوم الفنية أيضاً فريدة، فبعد أن لحن لها كبار الملحنين، مثل رياض السنباطى ومحمد القصبجى وزكريا أحمد شيخ الملحنين، استعانت ببليغ حمدى الملحن الشاب، وأعتبر ذلك ذكاء منها، كونها أدركت أن بليغ (كان فى العشرينات) سيقدم لها تجربة متميزة أيضاً.
وعن اللوحات، يقول «وجيه»: «لا ترتبط بمناسبات أو أغانٍ معينة، ربما ترتبط أكثر بتأملى لهذه الشخصية، أول لوحة رسمتها لها من زمان كانت بمائية، واللوحات فى العموم نتاج تأثرى بتركيبة الشخصية».