| «أم مكة» تروي ساعات الرعب بسبب سيول أسوان: البيت وقع كأن قنبلة ضربته

كانت «أم مكة» تجلس بهدوء، محاطة بأفراد أسرتها، في منزلهم المبني من الطوب اللبني، في إحدى قرى النوبة بمحافظة أسوان، قانعين بحياتهم البسيطة الهادئة، رغم أن المنزل كان سقفه مكونا فقط من الجريد والطين، قبل أن تباغتهم مياه السيول الجارفة بضربات متتالية، أحدثت تشققات صغيرة مع بداية هطول الأمطار، التي تعتبر حدثا نادر الحدوث في هذه المحافظة الجنوبية.

«أول مرة نشوف سيول بالشكل ده»

لم تعتد فتحية محمد، الشهيرة باسم «أم مكة»، القاطنة في قرية غرب أسوان، أجواء المطر والسيول، «أول مرة نشوف سيول بالشكل ده»، ليثير المنظر رعبها هي وأطفالها، لاسيما بعد تدمير السيول لمنزلهم: «كنا قاعدين في بيت والدتي، وفجأة يوم الجمعة بعد الساعة 10، لقينا أمطار كتير جدا بتنزل على البيت لدرجة أن الطين بدأ ينزل علينا والسقف المكون من الطين والجريد اتشقق».

ولم تنتظر عائلة «أم مكة» المكونة من 6 أفراد، سقوط المنزل عليهم، إذ لاذوا بالفرار بمجرد تشقق السقف، «طلعنا نجري وقتها عند جيرانا اللي بيتهم مبني من المسلح، وبعد حوالي ساعة سمعنا صوت عالي جدا، وبعد ما هديت السيول، لقينا البيت واقع كأن قنبلة ضربته»، وفقا لما روته لـ«».

«أم مكة»: أول يوم كملناه عند الجيران

وعلى الرغم من تدمير السيول للمنزل وملحقه، إلا أن هناك غرفتين ما زالت محتوياتهما سليمة، لكن خوفهم من سقوطهما، حال الدخول لتفريغها، جعلهم يرحلون من المنزل دون الاقتراب من المنزل، «إحنا كنا قاعدين في بيت والدتي لأنها وحيدة، هي عايشة في المنزل واحنا في الملحق اللي جنبه».

يوم كامل قضته عائلة «أم مكة» مع جيرانهم، قبل الانتقال إلى منزلهم الأخر في منطقة الصداقة الجديدة: «سبنا كل حاجتنا في البيت اللي اتدمر ومشينا، لأن الأهم أن محدش إتصاب مننا لكن الأضرار كانت مادية، خصوصا أن البيت مساحته كبيرة ممكن تعدي 500 متر، وتكلفة الأجهزة والمحتويات اللي فيه تعدي الـ50 ألف جنيه.