عشق تراب مصر وأهلها، ووجد على أرضها الاستقرار والأمان، فعاش فيها منذ عام 2013، وتحديدًا في إحدى قرى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، بعد أن جاء إليها متطوعًا في خدمة التنمية المجتمعية لينقل خبراته الألمانية إلى أهلها.
أندرياس كالبهن، ألماني الجنسية ويبلغ من العمر 61 عامًا، يعمل حاليًا مديرًا لتصدير المواد الغذائية إلى الخارج، ويروي عمرو عفيفي صديقه في العمل لـ«»، أنّه اختار الإقامة على أرض المحروسة منذ 9 سنوات بعدما خيروه بينها وبين جنوب أفريقيا: «بيعشق مصر بكل تفاصيلها».
دفعه حبه لمصر إلى دراسة اللغة العربية واللهجة المصرية والتغنّي بها، وطبيعته المرحة والمُقبلة على الحياة دفعت أصدقاءه إلى أن يُطلقوا عليه لقب «أندرياس الفرفوش»، إذ دائمًا ما يحب أن يتجول في شوارع المحروسة ويغني بالمصرية، ويحكي مع أهلها ويداعبهم: «لما بينزل معايا بيحب وهو ماشي يكّلم الناس لأنّه بيحبهم وبيحب طيبتهم، وأطلقنا عليه اسم الفرفوش عشان هو مرح وبيحب يهزر ويغني طول الوقت»، بحسب «عمرو».
امتد حب مصر في قلب الرجل الألماني ليُقرر أن يعيش ويموت على أرضها، إذ يجد في شعب مصر طيبة و«جدعنة» جعلته يشعر بالراحة والانبساط بينهم: «هو مقرر أنه يعيش ويموت هنا، بيحب التعامل مع المصريين أوي، وشايفهم طيبين وحاسس أنّه مستقر ومبسوط وعايش في أمان».
يستعد لإطلاق ألبوم باللهجة المصرية
يقضي «الفرفوش» ساعات عمله، ثم يعود إلى سكنه المُلحق بالشركة، رفقة مجموعة من الألمانيين أيضًا، ليعكف على سماع الأغاني المصرية التي يحبها، ويعمل حاليًا على إطلاق ألبوم غنائي باللغة العربية المصرية: «هو بيحب الأغاني وبيحب يسمعها، ولو فيه أغنية كلماتها سهلة بيحفظها ويغنّيها ويسمعها لأصحابه»، مُضيفًا أنّه قبل 6 أشهر أطلق أغنية «يلا نعيشها» والتي جرى تصوير مشاهدها داخل بعض مصر الأثرية ومعالما مثل كورنيش النيل ومنطقة خان الخليلي وتبدأ كلماتها بـ«دنيا جميلة وحياة حلوة يلا نعيشها وننسى همومنا».
«مصر أم الدنيا واللغة العربية جميلة، وأجمل بالغناء»، بهذه الكلمات وصف «أندرياس» عشقه لمصر والأغاني المصرية، لافتًا إلى أنّه ورث الأغاني عن والدته التي كانت دائمًا ما تغني داخل المنزل، وهو ما جعله يتعود على الغناء في كل مكان.
سبب إطلاق اسم «الفرفوش» على «أندرياس»
وعن سبب إطلاق لقب «الفرفوش» عليه، يقول صاحب الـ61 عامًا في حوار مع قناة «دويتشه فيله» الألماني، إنّه كان في منطقة خان الخليلي يبتاع بعض الأغراض، ثم شرع في الغناء مع مجموعة من المارة الذين وصفهم بـ«خفيفي الظل»، فـ التقطته عدسات الكاميرات وجرى نشر الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بتعليق «السائح الفرفوش».
واختتم «أندرياس» حديثه مع القناة الألمانية قائلًا: «أنا أجنبي، مصري بهوايا، أرض النيل ساكنة جوايا، تلت آثار العالم فيها، حبيتها بإخلاص، وانتظروا ألبومي الجديد».