المهندسة أنسام محي شوقي
ارتبط يومها بـ3 أمور، كل واحد منها يحتاج يوما بمفرده، لكنها استطاعت الجميع بين هذه الأمور الثلاثة في يوم واحد، ليصبح يومها كما لو كان 3 أيام، فالجزء الأول تقضيه في وظيفتها الأساسية مهندسة كهرباء، بينما الثاني في تربية الأبناء والاهتمام بالمنزل والزوج، في حين تُخصص الجزء الأخير لأعمال الـ«هاند ميد»، التي هي ليست مجرد هواية فقط، ولكن مشروعا يدر عليها دخلا أيضا، إنها المهندسة «أنسام» التي نجحت من خلال تنظيم وقتها في الجمع بين كل هذه الأشياء، لتعرف كيف تعيش حياتها بالطريقة التي تريدها.
تعود بداية «أنسام»، مع الحياة العملية، عندما تخرجت في كلية الهندسة بجامعة بنها في عام 2010، وبعد سنوات قليلة تزوجت وجاءتها الوظيفة في جهاز مدينة 6 أكتوبر، الذي تعمل فيه مهندسة كهرباء.
الزواج والعمل
وبعد الزواج بشهور قليلة، وجدت المهندسة أن لديها وقت فراغ، فقررت استغلاله في تنمية مواهبها القديمة، إذ كانت تمتلك عدة مواهب في مقدمتهم الرسم، الذي تتعامل معه كهواية تهرب إليها من كل الضغوط التي تواجهها، إضافة إلى شغفها بأعمال الهاند ميد، فبدأت في تطوير نفسها في هذا المجال حتى نجحت في تعليم نفسها ذاتيا صناعة المنتجات الجلدية بشكل يدوي «عمري ما خدت ولا كورس ولا ورشة، كل اللي بعمله ده تعليم ذاتي».
تشجيع ودعم من الزوج
وبعد فترة من الوقت، وبعد أن لاقت أعمالها إعجاب كل من حولها، قررت المهندسة إنشاء مشروعها في صناعة المنتجات الجلدية، الذي جاء بالصدفة، فلم تكن صناعة الحقائب الجلدية هواية لها، ولكنها تعلمتها للقضاء على وقت فراغها، «أنا حابة المجال ده، بس عمري ما فكرت أدخل فيه لأني معرفش حاجة عن تقنياته، ولا عندي أي خبرة بيه، بس فيديوهات اليوتيوب ساعدتني كتير».
وهكذا كانت البداية، إذ تعود من عملها لتنسى أنها مهندسة كهرباء، وتنهي عملها في المنزل، لتبدأ في التفرغ لعملها في صناعة الحقائب الجلدية، وهنا وجد زوجها عدم تقصيرها في شؤون المنزل، فقرر دعمها، بل ومساعدتها في المشروع.
يعمل زوجها، محمد علي سراج، مصمم طباعة ونشر، ويقوم بدور مصمم المنتجات كيفما تتخيلها زوجته، إلى جانب القيام بدور مشتري الخامات التي تحتاجها في هذا المشروع الصغير، قبل أن تبدأ في بيعها على الإنترنت.
الوقت أصعب العوائق التي تواجه المهندسة
وبعد سنوات من الزواج، بدأت أمر جديد يطرا على حياتها، وهو الأبناء، بعد الإنجاب، وهو الأمر الذي كان من الممكن أن يؤثر على مشروعها، لكنها قررت عدم التخلي عنه، لتبدأ في تنظيم وقتها دون ان تتخلى عن أي شيء في حياتها، سواء وظيفتها الأساسية، مهندسة كهرباء، أو ربة المنزل الذي تربي الأبناء، أو إدارة مشروع انتاج الحقائب.
وللوهلة الأولى قد يظن البعض أنها تقصر في شيء على حساب آخر، لاسيما الأبناء لكنها تضعهم في أولويات اهتمامها «الأولاد محتاجين مراعاة طول الوقت واهتمام بمذاكرتهم للحفاظ على مستواهم الدراسي، أنا بالظبظ بحاول أعمل زي أمهاتنا الجميلة زمان، اللي كانوا بيقعدوا وسط أولادهم وهما بيخيطوا ملابس أو بيشتغلوا كروشيه وتريكو».
كل يوم جديد
ورغم كل الأعباء التي تتحملها طوال اليوم، لا تكف «أنسام» عن التطوير وتجديد العمل، «أنا كمان دلوقتي بشتغل في خياطة الشنط الجلد وتقفيلها وأنا قاعدة وسط ولادي وإحنا بنذاكر، وزوجي بيقوم بدور التقطيع والحاجات الشاقة شوية، اللي بتحتاجها عملية صناعة منتجات الجلد».
حلم الاستمرارية والتصدير
وتحلم المهندسة في أن تستطيع الاستمرار في مشروعها هذا، رغم كل الضغوط التي تواجهها ومسؤولياتها، أم وزوجة ومهندسة، كاشفة في نهاية حديثها مع «»، بأنها تحلم باليوم الذي سيصبح فيه براند عالمي، منتجاته تصدر إلى خارج مصر وتذهب إلى كل مكان في العالم.