مع بزوغ الفجر يستيقظ الرجال والنساء لبدء يوم حافل بالهمة والنشاط من خلال العمل بالحقول والأراضي الزراعية؛ إذ يحملون الفأس على أكتافهم ويشغلون الماكينات لري الأرض، ويجمعون المحاصيل الزراعية طوال يومهم حتى تغيب الشمس عنهم مقابل أجر يومي لتوفير لقمة حلال لأسرهم، ويشعرون بالسعادة بمجرد رؤية الحقول الخضراء، واستنشاق الهواء النقي.
وفي اليوم العالمي للفلاح، فتح عدد من «أنفار الأرض» قلوبهم لـ«» مستعرضين تجاربهم وحكايتهم في زراعة الأراضي.
وبدأت ندرات محمد، 65 عاما، العمل في الأراضي الزراعية، وهي في الـ20 من عمرها، برفقة والدتها وأشقائها الثلاثة كأنفار في الأراضي الزراعية لمساعدة مالك الأرض في جمع المحاصيل الزراعية والأقطان مقابل أجر مادي، إذ كانت تجمع المحاصيل وتشغل «الماكينة» لري الأرض: «أول أجر خدته كان 15 صاغ، وبعد كدا بقى 25 قرش».
حياة «ندرات» في الأرض الزراعية
تعيش «ندرات» حياة بسيطة وهادئة مع أحفادها الـ8، ويساعدونها في العمل بري الأرض الزراعية؛ إذ تستمر في عملها على الرغم من تقدمها بالعمر؛ فالأرض الزراعية تجعلها تشعر بالحياة وتذكرها بشبابها وعافيتها القوية، إلا أن الزمن ترك آثاره عليها فظهرت التجاعيد على وجهها ووهن جسدها بدرجة كبيرة: «مقدرش أستغنى عن شغلي مهما يحصل، وهفضل مكملة لحد آخر يوم في عمري».
بداية مساعدة «فادية» لوالدها بالأرض الزراعية
ومن جهة أخرى، تروي فادية محمد، 38 عاما من محافظة الغربية، وحاصلة على دبلوم تجارة، حكايتها مع العمل بالأرض الزراعية، موضحة أنها كانت تساعد والدها في العمل منذ صغرها إلى جانب دراستها، إذ كانت تعتبر العمل بالأرض الزراعية رفاهية، وفرصة للعيش وسط الحقول الخضراء التي توفر لأصحابها الهواء النقي مع راحة البال: «عمري ما زهقت من شغلي في الأراضي الزراعية، بالعكس كنت بحس إني مختلفة عن غيري لأني بقعد وسط الزرع والشجر، وبشم هوا نضيف».
«فادية» تذهب للأرض الزراعية مع زوجها وبناتها
تستمر «فادية» في عملها بالأراضي الزراعية على الرغم من زواجها وإنجابها 3 بنات، إذ تعتبر العمل في الوقت الحالي فرصة للاستمتاع بالطبيعة والحقول الخضراء مع أسرتها: «مش بشتغل عشان الفلوس، أنا بحب أروح الأرض عشان بشوف المناظر الطبيعية والزرع الأخضر».
حكاية «عبد النبي» مع الأرض الزراعية
عبد النبي عبده، 65 عامًا، يعيش في عزبة البلهوان بمحافظة الغربية، ويعمل في الفلاحة، منذ أن كان بعمر 16 عامًا، وكان يرى الأنفار الذين يعملون في ري الأرض وجني المحاصيل وزراعة الأقطان بمقابل 100 جنيه في اليوم، وذلك لمساعدة مالك الأرض في إنجاز المهام بمفرده، ويشعر بالحنين إلى الزمن الجميل من خلال عمله بالأرض الزراعية: «الشغل في الأرض الزراعية بيخلي الإنسان يرجع للزمن الجميل، كل حاجة فيه حلوة».