الابتزاز الإلكتروني – تعبيرية
مع التقدم التكنولوجي تتزايد عمليات الاحتيال والابتزاز الإلكتروني، إذ يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من الوقوع في فخ الابتزاز الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهو ما تناوله مسلسل في «ساعته وتاريخه» الذي يعرض على قناة dmc، حيث ناقش في أولى حلقاته أنواع الابتزاز وطرق الوقاية وكيفية حماية الأطفال والمراهقين منه.
أنواع الابتزاز الإلكتروني
الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية والخبير التكنولوجي، قال لـ«»، إنّه مع تطور التكنولوجيا زادت عمليات الابتزاز الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع السيدات والأطفال، سواء من خلال وضع صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى مقاطع الفيديو المنتشرة عبر «فيسبوك» و«تيك توك»، وتشمل ما يلي:
الابتزاز العاطفي
يشمل هذا النوع من الابتزاز الحصول على صور أو مقاطع فيديو خاصة للضحية، ثم تهديدها بنشرها أو إرسالها إلى الأصدقاء والعائلة إذا لم يتم دفع مبلغ معين من المال أو تلبية طلبات أخرى.
الابتزاز المالي
يعتمد الجناة في هذا النوع على أساليب متعددة للحصول على المال، مثل إرسال رسائل تهديد تزعم وجود صور خاصة أو معلومات حساسة قد تضر بالضحية، كما قد يتظاهر الجاني بوجود وثائق سرية تضر الضحية إذا لم يتم دفع المبالغ المطلوبة.
الابتزاز عن طريق البرمجيات الخبيثة
ويقوم الجناة في هذا النوع من الابتزاز باختراق أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية للضحايا عن طريق البرمجيات الخبيثة Ransomware التي تمنع الوصول إلى البيانات الشخصية أو تشفير الملفات الهامة، ثم يطلب المهاجمون فدية لفك تشفير الملفات أو استرجاع الوصول إلى الأجهزة.
الابتزاز السياسي أو الاقتصادي
في هذا النوع من الابتزاز، يتم استهداف الشخصيات العامة أو الشركات للحصول على معلومات حساسة يمكن استخدامها للتأثير على الأوضاع السياسية أو الاقتصادية، وقد يتضمن التهديد بنشر معلومات خاطئة أو تدمير سمعة الشخص أو المؤسسة المستهدفة.
خطورة الابتزاز الإلكتروني
وبحسب الخبير التكنولوجي، فإن مخاطر الابتزاز الإلكتروني تكمن في التهديد بنشر المعلومات الخاصّة بالضحايا لإجبارهم على تنفيذ مطالب المحتال، سواء حصل على تلك البيانات من مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر انتحال صفة جهات موثوقة لإرسال روابط البرامج الضارة لاختراق أجهزتهم الإلكترونية، كما يؤدي إلى تشويه سمعة الضحايا من خلال تسريب البيانات وسرقة الحسابات، فضلا عن انتهاك الخصوصية وحقوق الأفراد في الحفاظ على سرية معلوماتهم الشخصية، كما يسبب ضررًا نفسيا للأشخاص المستهدفين، إذ تجعلهم يعيشون في حالة خوف وقلق من انتشار معلوماتهم الشخصية.
كما أن هناك مخاطر على المستوى الفردي، حيث يعرض الأفراد للعديد من المخاطر النفسية والاجتماعية، فالشعور بالعار والخوف من الكشف عن معلومات خاصة قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق وتدهور الصحة النفسية، وفي بعض الحالات قد يؤدي الضغط النفسي الناتج عن الابتزاز إلى اتخاذ قرارات مدمرة مثل إنهاء الحياة.
كما يهدد الابتزاز الإلكتروني استقرار الأسرة، حيث إن التهديدات الموجهة لأحد أفراد الأسرة قد تؤدي إلى تفكك العلاقات الأسرية وزيادة النزاعات، ما يؤدي إلى حالة من عدم الثقة والانعزال الاجتماعي.
الابتزاز الإلكتروني يمكن أن يخلق أيضا حالة من الخوف العام، ما يؤثر على ثقافة الثقة والتواصل بين الأفراد، كما قد يتسبب في تدمير سمعة المجتمعات الافتراضية ويؤثر على العلاقة بين الأفراد في الشبكات الاجتماعية، ولا يؤثر فقط على الأفراد، بل يمكن أن يكون له تأثيرات واسعة النطاق على أمن الدول في حالات معينة، حيث قد يتورط المهاجمون في حملات لابتزاز سياسي أو اقتصادي ضد المؤسسات الحكومية أو الشركات الكبرى.
طرق الوقاية من الابتزاز الإلكتروني
وبحسب مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، فهناك طرق للوقاية من الابتزاز الإلكتروني، بينها الوعي التكنولوجي، حيث يجب على الأفراد أن يكونوا واعين بالمخاطر المرتبطة باستخدام الإنترنت، ويتضمن ذلك الحذر من مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت، وعدم التفاعل مع الغرباء على منصات التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك مع ضرورة استخدام برامج الأمان مثل برامج مكافحة الفيروسات وتحديثها بانتظام، وينبغي على الأفراد تثبيت جدران نارية لحماية أجهزتهم من البرمجيات الخبيثة، مع ضرورة الحفاظ على خصوصية البيانات وتجنب مشاركة أي معلومات حساسة على الإنترنت، مثل التفاصيل المالية أو الصور الشخصية، فضلا عن استخدام كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها لكل حساب وعدم التفاعل مع أي رسائل أو مكالمات مريبة قد تتضمن تهديدات.
التثقيف القانوني من بين طرق الحماية من الابتزاز الإلكتروني، ويتعين على الأفراد معرفة حقوقهم القانونية وكيفية التصرف في حالة الابتزاز، حيث تساعد القوانين المتعلقة بالجرائم الإلكترونية على تقديم الحماية للمواطنين.