| أهالي سوهاج يوزعون أكياس مياه مثلجة على ركاب القطارات.. «لوجه الله»

موجة حر قاسية، وضعت المواطنين تحت وطأة طقس شديد الحرارة يتصببون معه عرقًا ويزيد معهم الشعور بالعطش خاصة في أثناء فترات سطوع أشعة الشمس، ولعل ركاب خط الصعيد هم أكثر من يشعرون بهذه الأجواء الحارة، فـ يختلي كل راكب بنفسه ينتظر وصول المحطة حتى يتسنى له شرب المياه الباردة.

أهالي البلينا يتسابقون في فعل الخير

ومن المعروف أنّ قطارات القرى والمراكز لا يستغرق توقفها على رصيف المحطة سوى بضع دقائق معدودة، ما يمنع الركاب النزول لأي سبب حتى لا يفوتهم القطار، وهو ما كان دافعًا لأهالي قرية البلينا بمحافظة سوهاج في توزيع أكياس المياه المثلجة على ركاب القطارات بالمحطة وهم يجلسون على مقاعدهم.

 

يحكي محمد صفوت أحد ركاب قطارات خط الصعيد لـ«»، والذي كان متوجهًا إلى نجع حمادي، أنّه في أثناء توقف القطار في محطة البلينا، فوجئ الركاب بصعود بعض الأهالي الذين يحملون أكياسًا بلاستيكية معبأة بالمياه يضعونها في «برميل بلاستيك» ويقومون بتوزيعها على الركاب: «كانوا مقسمين نفسهم مجموعات وكانوا حوالي 4 أو 5 أفراد ومعاهم أكياس مياه متلجة ووزعوا على القطر كله من الشبابيك، وكلنا شربنا عشان كان الجو حر والكل عطشان».

أكياس مياه مجانًا لوجه الله

أكياس المياه المثلجة الموزعة على الركاب كانت مجانية تمامًا، لم يتقاضَ عليها الأهالي أي أجر بحسب «صفوت»، الذي أكد أنّه حاول إعطاء أحدهم مبلغ مالي بسيط مقابل المياه إلا أنّه رفض: «الشاب اللي بيوزع قالي دي حاجة لله ومرضيش ياخد أي فلوس لا مني ولا من أي راكب».

وعلى الرغم من أنّ الأكياس البلاستيكية جرى تحضيرها بطريقة بسيطة، إلا أنّ الركاب لم يجدوا أي صعوبة في تناول المياه بداخلها، يقول محمد صفوت: «احنا هنا في الصعيد مفيش حاجة اسمها صعب، الناس كلها اتعاملت عادي ومسكت الكيس من تحت وعملوا فيه ثقب وشربوا منه بسهولة».

محمد ناصر أحد ركاب القطار، كان له نصيبًا وأولاده من أكياس المياه المثلجة التي تم توزيعها أثناء استقلاله القطار عائدًا لقريته، يقول: «أنا واحد من الناس اللي كانت مسافرة وشربت أنا وأولادي فعلًا جزاهم الله خيرًا فعلًا كان موقف جميل جدًا ومُشرّف».