لا يسيطر عليهم سوى فكرة واحدة هم أبنائهم وقدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون الشعور بأنهم أقل من غيرهم، هم أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين حاولوا توصيل صوتهم إلى وزارة التربية والتعليم باقتراح بسيط في تنفيذه ولكنه عظيم في أثره، وهو أن يتم تخصيص الفصول الأرضية في المدارس للطلبة من ذوي الهمم وأصحاب الكراسي المتحركة بحيث تسهل حركتهم وقدرتهم على التعليم دون صعوبات.
داليا: نتمني التفكير في طلبنا قبل بدء الدراسة
وقالت داليا عبدالحميد، من منطقة الدقي في الجيزة، أم لطفل من أصحاب الكراسي المتحركة، أنها تتمنى أن تنظر الوزارة إلى طلبهم بعين الإنسانية قبل أن يكون طلب إداري، فابنها يجد صعوبة في الصعود والهبوط بسبب الكرسي المتحرك: «نتمنى أنهم يفكروا في طلبنا قبل بداية العام الدراسي، لأن بعد بدء الدراسة يكون صعب أي تغيير».
أما هاجر أحمد، أم لابنة في المرحلة الابتدائية، مازالت تعاني مع ابنتها كثيرا، فهي أحيانا تحتاج إلى من يحملها إلى الفصل إذا خرجت منه لأي سبب، سواء خلال «الفسحة» أو حتى الدخول إلى الحمام: «بنتي لسه بتعاني ولما بتكلم مع أي شخص في المدرسة يقول لي أنه التنسيق وأن الدراسة بدأت ودا بيسبب شعور بعدم الراحة عند ابنتي، وأحيانا تشعر بالتحسر على نفسها، وبشوف ده في نظراتها، ومؤخرا بدأ البعض يلمح لي بأنه من الأفضل أن أحول لها نظام الدراسة إلى منزلي، ودا بشوفه عدم رحمة بينا وببنتى، من حقها أن تعيش حياة طبيعية وأن نوفر لها ذلك بكل الطرق ويسهلوا عليهم».
حالة من الحزن تعيشها «منال فهمي»، بعد أن تم قبول نجلها في مدرسة، فوجئت بالمسؤولين يخبروها بأنه من الصعب عليه الالتحاق لأنه حتى وأن كانت الصفوف الدراسية الأولى في أدوار أرضية إلا إن الصفين الرابع والخامس الابتدائي في الأدوار الأخيرة، وهو ما يجعل الأمر صعبا عليه أو على من يحمله :«أنا كل اللي بفكر فيه أن ده طلب صغير ومش ضخم، هو مجرد أن لو في طفل من أصحاب الكراسى المتحركة في المدرسة بس يجعلوا الفصل بتاعه في الدور الأرضي، لأنه يساهم في تحسين نفسية الطالب ويجعله يشعر أن المدرسة ليست فقط من تدعمه بل كل من حوله»