على طريقة الفنان أحمد زكي، في فيلم «هيسيتريا»، الذي ظهر في أحد مشاهده وهو يغني لركاب المترو «إن مقدرتش تضحك ما تدمعش ولا تبكيش»، أخرجت مهاد مرتضى الجيتار الخاص بها وشرعت في غناء «نعناع الجنينة» داخل عربة مترو أنفاق القاهرة، وسط تفاعل الركاب.
الفرقة السودانية تخطف أنظار ركاب مترو الأنفاق
مهاد مرتضى صاحبة الـ18 عامًا، حرصت على رسم البسمة لدقائق على وجوه ركاب مترو الأنفاق الذين أرهقتهم طول المسافة بمصاحبة صديقتها آية التقيل، 16 عامًا، وشقيقتها الصغرى ماري 13 عامًا، إذ تروي الفتاة السودانية التي تنحدر من أصل نوبي لـ«» كواليس اللحظات التي جمعتهم بالركاب ووثقته الكاميرا وحصد آلاف المشاهدات، تحكي مهاد: «إحنا كنا راجعين من حفلة عملناها في المعادي وكنّا لسة حاسّين بأجوائها الجميلة وطلعنا الجيتار وقعدنا نغني والناس تغني معانا، وكان فيه تفاعل حلو والناس سقفت بعد ما خلصنا والموضوع كان عفوي، حسينا أننا عايزين نغني فـ غنينا».
«مونيا» تولّت مهمة تصوير صديقاتها أثناء العزف والغناء، وحرصت «مهاد» على نشر مقطع الفيديو الذي لم يتعدَّ الدقيقتين عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بهدف نشر البهجة، خاصة في ظل حالة الحرب التي يعيشها أهلها وأصدقائها في السودان: «حسينا أنّ الفيديو ممكن يكون حاجة مفرحة، وناس كتير اتبسطت، وفيه ناس قالت لنا إزاي بتغنوا وأنتو في حالة حرب في بلادكم، وكان ردي أننا محتاجين نغني عشان ننسى الضغط اللي حاصل بسبب الحرب».
مهاد تؤسس «ميسكاجرو» عام 2020
انتقلت «مهاد» وشقيقتها الصغرى رفقة أسرتهم من السودان إلى القاهرة منذ حوالي عام ونصف العام، فيما انتقلت صديقتها «آية» مؤخرًا إلى القاهرة بعد نشوب الحرب في السودان، إذ بدأت الأولى في الغناء منذ عام 2017، وأطلقت مع صديقتها التي بدأت في العزف منذ 2013، باند يحمل اسم «ميسكاجرو» عام 2020، يغنون فيه أغاني «سبيستون» وأغاني التراث السوداني والأفريقي باستخدام فن «الأكابيلا» أو عن طريق العزف على الآلات.
تعليقات عديدة تلقتها الفتاة السودانية منذ نشر مقطع الفيديو، كان أقربهم إلى قلبها تعليقات أهلها في السودان: «أكتر كومنتات مبهجة كانت من الناس اللي قاعدة في السودان حاليًا وحاسين بضغط وسوء شديد بسبب حرب السودان، وحسوا أنّ الفيديو ده هونّ عليهم وبسطهم شوية، وهو ده الهدف من المزيكا».
وعن سبب اختيار غناء «نعناع الجنينة»، تقول صاحبة الـ18 عامًا إنّها تفضل أغاني التراث النوبي والأغاني الإيقاعية الأفريقية، ومن المطربين المصريين تُفضل أغاني دنيا مسعود وفرقة كايروكي: «إحنا حاليًا بنخطط أننا نعمل حفلات جديدة في القاهرة بتركز على الأغاني التراثية».
ومهاد مرتضى من أصول دنقلاوية نوبية، عاشت وترعرت في مدينة أم درمان بالسودان، وتحلم باللحظة التي تنتهي فيها ويلات الحرب لتعود إلى موطنها الأصلي: «أكتر شيء بيخوفني أنّ الاتصالات تنقطع وأهلنا هناك يحصلهم حاجة وإحنا منعرفش، ولحد الآن فيه خوف على الناس وعلى بيوتنا في السودان».