ينام على سرير في أحد مستشفيات لندن منذ شهور، غائبا عن الدنيا، آخر ما ربطه بها تحدي عبر «تيك توك» اسمه «التعتيم»، أصابه بتلف في الدماغ، فصار لا يصله بالعالم سوى أجهزة دعم الحياة، وفي المقابل يقاتل والدا الصبي البريطاني ستريكين أرتشي باترسبي لينقذاه من بين أنياب الموت حتى اللحظة الأخيرة.
تعاطف كبير مع حالة هذا الصبي البريطاني، بداية من صفحات السوشيال ميديا ووسائل الإعلام العالمية، وصولا إلى شوارع كل بلدان العالم تقريبا، خاصة في مصر، يتساءل الجميع عن المصير المجهول لهذا الصبي، خاصة بعد أن اتخذت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قرار بتأييد فصل أجهزة دعم الحياة عنه، وحتى الآن ينتظر الجميع نتيجة آخر خطوة اتخذتها الأسرة.
صباح اليوم تقدم والدا آرتشي باترسبي، الصبي البالغ من العمر 12 سنة، طلبًا أخيرًا آخر هذه المرة إلى المحكمة العليا بشأن السماح لهما بنقل آرشي إلى دار مسنين والسماح له بالأكسجين المسكن للتنفس، لكي يموت في هدوء وسط أسرته.
الحل الأخير الذي تلجأ له الأسرة لو رفضت المحكمة طلبهم
آخر تطورات حالة الصبي أرتشي حتى الآن، كما يصف المتحدث الرسمي باسم العائلة لـ«»، هو الانتظار «الأسرة بالكامل لا يسعها أن تفعل شيئا إلا الانتظار، فقرار المحكمة لو جاء برفض نقل الصبي إلى دار مسنين ووضعه على أجهزة تنفس صناعي، سوف نلجأ إلى طريق آخر، ربما فيه الحل».
الحل الأخير من وجهة نظر الأسرة المكلومة على طفلها الصغير، هو قبول عروض المساعدات التي تصل لهم من خارج بلادهم، فالعالم كله تقريبا يهتم بقصة الطفل المسكين « تلقت الأسرة عروضًا من أطباء في اليابان وإيطاليا لعلاج آرتشي، ويفكرون في هذه الخيارات خلال الوقت الحالي، لأن الوضع غير مبشر».
والدة آرشي تصف معاناتها لـ«»
شعور مؤلم يعذب والدة آرتشي هولي دانس، ويتضاعف في كل دقيقة، فهي تعرف أن ابنها على وشك أن يفارق الحياة ولا تملك في يديها شيئا تفعله، إلا شيئا واحدا كما تحكي لـ«»: «حتى لو نزعوا منه أجهزة دعم الحياة، سأحتضنه بكل قوتي وأمنحه من روحي ما أستطيع، حتى لو اضطررت لأن أعطيه أكسجين من فمي ليعيش، لن أفقد الأمل أبدا».
الرحمة والإنسانية هما كل ما تطلبه «هولي»، فهي تعرف أن حال ابنها صعب، ولكنها أم ولا تطلب سوى المساعدة لتحتفظ بابنها على قيد الحياة، أو على الأقل أن تودعه في هدوء وصمت بعيدا عن الأطباء والممرضين «لو رفضت المحكمة أن ننقل أرتشي إلى دار مسنين وإعطائه الأكسجين، سيكون هذا قرارا غير رحيم بنا، ولكنني سأكافح لآخر نفس لأضمن له حقه في الحياة».