عشرات الأطفال يقفون إلى جوار بعضهم البعض، يفهمون لغتهم، يحاولون إيصالها للعالم، حركات الأصابع التي ينطقون بها من خلال لغة الإشارة ليست فقط بابا للتواصل مع أقرنائهم من ذوي الهمم، بل رسالة سامية يحاولون من خلالها التواصل مع العالم الخارجي وفهم الثقافات المختلفة، وهو ما دفع تغريد عبد الحافظ، البالغة من العمر 25 عاما، لتأسيس أول فريق من ذوي الهمم للغناء بلغة الإشارة.
«تغريد» تؤسس أول فريق للغناء بلغة الإشارة
منذ 3 سنوات سعت «تغريد» التي تخرجت في كلية التر بية النوعية قسم موسيقى لتأسيس الفريق أطلقت عليه اسم «التغريد»، انطلاقا من رؤية مصر 2030، وبعد حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن أهمية لغة الإشارة: «أنا طول عمري عندي شغف أفهم إزاي ذوي الهمم، خاصة الصم والبكم بيتواصلوا مع العالم الخارجي، علشان كده دخلت تربية نوعية، وبعد التخرج قلت ليه معملش فريق أطفال يتعلم لغة الإشارة».
شغف «تغريد»، جعلها تختار الأطفال من سن صغيرة وحتى 16 عاما لتعليمهم لغة الإشارة، ليكونوا أداة تواصل مع أقرنائهم من الأطفال: ” عملت الملتقى العلمي لرواد الإبداع بعنوان الإبداع المستدام، واللي بيهدف لتوفير بيئه شامله تدعم استخدام لغة الإشارة، وكمان تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتعظيم مفهوم التنمية المستدامة».
مشاركة أول فريق من الصم والبكم بالمهرجانات
لم تكتف «تغريد» بالتخرج في الكلية وتعلم لغة الإشارة، بل كان هدفها أكبر حيث جرى تعيينها في كلية التربية النوعية، وأصبحت مدربا للغة الإشارة، وحاصلة على دبلومة ToT، لتؤسس أول فريق معتمد من وزارة التضامن الاجتماعي عن طريق جمعيتها التي أشهرتها في 2020: «فتحت باب التدريب للأطفال ودربنا 15 طفلا في الفريق، أصبحوا قادرين على الغناء بلغة الإشارة وشاركوا في المهرجان الدولي لذوي الهمم، ومسرحية ألبوم صور، وفي احتفالية اتحاد الطلاب بجامعة كفر الشيخ، والأطفال كانوا مبسوطين، علشان قدرنا نعرف الناس بيهم».
أغنية «تحيا مصر»، هي المحببة لدى الأطفال، يشدون بها في كل المهرجانات التي يشاركون فيها: «الأطفال بيحبوا أغنية تحيا مصر، وبيغنوها بلغة الإشارة في كل احتفالية،ة بتهز كيانهم وبتزيد انتمائهم، بجانب الأغاني ية».
تحلم «تغريد»، بزيادة عدد المشاركين في فريقها، وأن تشارك في فعاليات كبرى وأن تعرف العالم بهؤلاء الأطفال: «نفسي يغنوا في احتفاليات كبيرة بحضور الرئيس السيسي، اللي بيهتم بأطفالنا من ذوي الهمم».