| أول فوتوغرافر من ذوي الهمم.. «عبدالرحمن» واجه إعاقته بالتصوير

ولد بإعاقة في بعض أطرافه، وتقزم في بنيانه، فواجه الكثير من التنمر من أقرانه، ولكن ذلك لم يعقه عن تحقيق أحلامه، فوجد في نفسه ميلًا نحو الإمساك بالكاميرا، والتقاط الصور، لاعتقاده أن تلك هي مهنة رجال من نوع آخر، وليست لعامة الناس، فبدأ أولى محاولاته بعدسة هاتفه، ثم كاميرا أصدقائه، ثم كاميرته الخاصة، ليصبح بعد ذلك مميزًا في عالم التصوير.

عبدالرحمن ممدوح 22 عاما، أوقف دراسته بعد حصوله على الثانوية العامة، بسبب شغفه بحمل الكاميرا والتصوير، فتعلم أولى الخطوات عن طريق أصدقائه، ثم اتجه إلى «يوتيوب» ليكمل رحلة التعلم قبل تمكنه من الحصول على كاميرا احترافية خاصة به: «لما دخلت ثانوي عام، كان دماغي كلها في التصوير مش التعليم، وبقيت أصور بالتليفون، عشان الحالة المادية مكانتش مساعداني، وبعمل التعديلات على برامج التليفون وبتعلم على اليوتيوب طريقة التصوير والتشغيل، وكيف أمسك الكاميرا، وعرفت أنواع الكاميرات، والإمكانيات، بتاعتها».

البداية الاحترافية في عالم التصوير

بعد هذا الشوط الكبير الذي قطعه ابن منطقة عين شمس بمحافظة القاهرة، في تعلم التصوير بكل تفاصيله، بدأ يتجه لامتلاك كاميرا خاصة: «اشتريت الكاميرا من سنة ونص، وبدأت بتصوير المناظر الطبيعية»، لم يجد خلال هذه الفترة إقبالًا عليه؛ بسبب عدم شهرته: «كنت بصور صحابي بشكل مميز عشان الناس تعرفني، وبدأت أنزل شغل، وأنزل أصور في مناطق مشهورة، ومن بعديها بقيت أصور خطوبة وأفراح»، كانت البداية في تصوير الحفلات بخطوبة أحد أصدقائه: «بدأتها بخطوبة واحد صاحبي، وأخدت السيشن بتاعه نزلته على الفيس بوك، ومن ساعتها جاتلي الطلبات لتصوير الأفراح».

هدف «عبدالرحمن» والصعوبات التي واجهته في تحقيقه 

أصيب الشاب العشريني بمرض التقزم، فتوقف بنيانه عن النمو عند مرحلة معينة، وبجانب ذلك ولد بنقص في أصابع إحدى قدميه ويديه، فكانت هذه من الأشياء التي أعاقته، وخاصة عند الإمساك بالكاميرا: «واجهت صعوبة في البداية عند مسك الكاميرا، ولكن لما اشتريت كاميرتي الخاصة بدأت أعود نفسي عليها لغاية ما تعودت».

 

وجَّه «عبدالرحمن» رسالة إلى كل شخص تواجهه صعوبة معينة، أو ولد بإعاقة ما، بأن يعمل على تحقيق أهدافه ولا يلتفت للمحيطين به: «مفيش حاجة صعبة ومستحيلة، وربنا خلقك كده، متزعلش نفسك، ربنا خلقنا مميزين ونقدر نعمل اللي احنا عاوزينه، وعايز اقول اللي الناس اللي كانت بتعيقني إني كلامكم مأثرش فيا»، بجانب ذلك يرى أنه يعتبر أول مصور من ذوي الهمم في مصر، ويحلم للوصل إلى مركز كبير في هذا المجال.