مع بداية العام الدراسي الجديد، يقبل مئات الآلاف من الطلاب على استقلال سيارات السيرفيس التي تنقلهم إلى مدارسهم، ولكنهم يواجهون مشكلة بسبب الزحام الشديد كل صباح، ولأنهم صغار يجدون مشكلة أخرى في التدافع للحاق بمقعد في الميكروباص، وهو ما دفع مسئولي موقف عرب غنيم في حلوان إلى الاتفاق مع السائقين على نقل الطلاب مجانًا وتكون لهم الأولوية في استقلال السيارة.
تقوم المبادرة على إلزام كل سائق باصطحاب 4 طلاب معه يوميا كل صباح وإعفائهم من سداد الأجرة تخفيفا على الأهالي، خاصة الذين لديهم أكثر من طالب، وبحسب إبراهيم سالم، أحد المسئولين في موقف عرب غنيم، فالمبادرة تم إطلاقها منذ عدة سنوات ومستمرة حتى الآن.
قواعد مبادرة إعفاء الطلاب من الأجرة
يحكي «إبراهيم»، لـ«»، قصة المبادرة وقواعدها التي يعرفها كل السائقين بالموقف، وهي أن يأخذ كل سائق 4 تلاميذ من المرحلة الإبتدائية دون أن يحصل منهم الأجرة، وذلك بهدف التخفيف عن الأهالي: «كلنا عندنا أولاد وبياخدوا مصاريف كتير، ولو عطيت ابني 5 جنيه مش بتكفيه حاجة، فمش هينفع يدفعها في المواصلات، عشان كده عملنا المبادرة دي لطلاب ابتدائي بس، لأننا لازم نساعد بعضنا ونقف جنب بعض».
نجحت المبادرة بشكل كبير دون أي مشاكل، وقاموا بتعليق لافتة على بعض السيارات مكتوبًا عليها: «ركوب أطفال المدارس مجانًا»، وتمر السيارات الخارجة من منطقة عرب غنيم، بـ6 مدارس، ولا يقتصر التوصيل على الذهاب إلى المدرسة فقط، بل والعودة إلى المنزل دون أي رسوم.
عقوبات على السائقين المخالفين
وحتى لا يخالف بعض السائقين قواعد المبادرة، وضع المسئولون عن الموقف عقوبات على السائقين الذين يرفضون استقبال الطلاب في سياراتهم، إذ يؤكد «إبراهيم»، أن مخالفي المبادرة يعاقبون بالتوقف عن العمل لمدة أسبوع: «ده اتفاق ودي ملزم والسواق اللي هيخالف بنتواصل مع صاحب العربية، وبياخد إجازة أسبوع في البيت، بس العقوبات دي كلها ماتكررتش لأن السواقين بيعملوا ده وهم راضيين».
أحد السائقين: معندناش مشكلة في المبادرة
رحب منصور محمد، أحد السائقين بالموقف بالمبادرة، بمجرد أن عرضت عليه منذ سنوات، مؤكدًا خلال حديثه لـ «»، أنهم دائمًا يأملون في مساعدة بعضهم البعض، لافتًا إلى أن سبب اختيار 4 طلاب فقط بكل سيارة، هو وجود عدد كبير أيضًا من الموظفين والعمال يريدون الذهاب لعملهم: «معندناش أي اعتراض أبدًا على المبادرة دي، لأن ده خير لينا كلنا ولأولادنا، وبنحمل العربية كلها طلاب مدارس وإحنا راجعين لأن بتبقى العربية فاضية».