أصبح «Ai-Da» أول روبوت فنان واقعي في العالم، وقد كان المخترع البريطاني «إيدن ميلر»، هو صاحب الفكرة والمصمم للهيكل الخاص لجسم الروبوت، فيما صمم الشابان المصريان «زياد» و«صلاح»، وهما لا يزالان طالبين جامعيين في كلية الهندسة الإلكترونية والكهربائية في جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، يدا جديدة تماماً للروبوت «Ai-Da»، وتطبيق خوارزميات ذكية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وطورا المهندسان المصريان نظام تحكم ينتج مسارًا لذراعها حتى تستطيع الرسم، بناءً على تفسيرها، من خلال كاميرات خاصة بأعين الروبوت وتحويله لعمل فني، حيث يعمل الروبوت «Ai-Da»، بطمس الخط الفاصل بين الذكاء الاصطناعي والإبداع.
«صممت جهازا يستطيع الرسم بذارعيه»، بهذه الكلمات روى صلاح العبد، الشاب المصري صاحب فكرة تطوير الذراع الفنية للروبوت «Ai-Da» لتنفيذ المشروع، قائلاً: «المخترع البريطاني إيدن ميلر سمع عن التجربة، وكان تاجر لوحات فنية في العاصمة البريطانية، وقرر محاولة تصميم أول روبوت فنان في العالم، وبدأ المشروع الخاص بالرسام».
أحبطهما أستاذهما في الجامعة وطلب منهما الاعتذار عن المشروع لكنهما استكملا الطريق
وأضاف «صلاح»، خلال لقاء خلال برنامج «كلمة أخيرة»، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة «ON»: «المخترع البريطاني عندما سمع عن مشروع تخرجي الخاص بإنسان آلي يقوم بالرسم، تلاقت الفكرة لديه، واستشعر أنه يمكنه البناء على ما قمت به لتحقيق حلمه في بناء أول فنان آلي في العالم».
وتابع: «تواصل معي، وشاركت زميلي زياد عباس في المشروع، حيث أن المخترع البريطاني بالأساس لم يجد شركة تنفذ مايريده في حلمه، فكان في حاجة لشخصين يقومان بالإبداع ودراسة مايريد تحقيقه، حتى يخرج إلى النور، ومن الحلم إلى مشروع ثم منتج».
من جانبه التقط الحديث، زياد عباس الشريك في تطوير الذراع الفنية للروبوت «Ai-Da»، قائلاً: «هاتفني صديقي صلاح وزميلي في الدراسة في جامعة ليدز، حيث ندرس في مجال الذكاء الاصطناعي، وأخبرني أن ميلر المخترع البريطاني يود مقابلتنا لمشروع غريب، وبالفعل حضر الرجل لنا وظل يحكي لنا فكرته وكيف يريد أن يراها منتجا في النهاية حقيقيا على الأرض».
صلاح: «إيدن ميلر» سمع عن مشروع التخرج بتاعي وتواصل معي
وأضاف «عباس»: «كانت مجرد فكرة وأخبرنا إيدن ميلر أنه استعان بفريق من اسكفورد لكي يجعل الإنسان الآلي يتحدث، لكن ينقصه ذراع لكي يصبح الروبوت فناناً».
وتابع: «طلب إيدن ميلر مننا أن يكون بوسع الروبوت أن يرى مايراه بعينه وتحويل ما يراه للوحة فنية عبر تطوير تلك الذراع»، مستكملا، «دي كانت لحظة حاسمة في حياتنا لأننا كنا لازم نفكر قبل أي حاجة باعتبار المشروع غريب وليس له سابقة وبطبيعة دراسة الهندسة أي قرار يحتاج لتفكير قبلها لكننا مضينا قدماً في تدشين المشروع».
زياد عباس: كانت لحظة حاسمة وكان الموضوع صعباً لكونه غريبا ليس له سابقة
والتقط صلاح العبد الحديث مجدداً قائلاً: «بدأنا وكنا مش متخيلين لأن الرؤية كانت صعبة ومفيش أبحاث يمكن الاستناد عليها»، كاشفاً أنه لجأ إلى البروفيسير المشرف على دراسته في كلية الهندسة جامعة ليدز بغية مساعدتهما في الوصول إلى تصور لإكمال مشروع تطوير الذراع الخاصة بالروبوت، «لكننا فوجئنا أنه خذلنا وقال لنا صعب جداً تعملوا ده.. مش هتعرفوا تعملوا ده بالذات لأنكم لسه طلاب وآخر سنة جامعة، وطلب منا الاعتذار لميلر».
واصل: «اضطررنا الاعتماد على أنفسنا والتواصل مع الفنانين لتحويل الفكرة إلى سوفت وير».