| «أيمن» يتخلى عن دراسته ويجوب الشوارع لبيع الكابوتشا: «بساعد أبويا»

يجوب الشوارع بعربتة الصغيرة التي تحمل خس الكابوتشا، بعد تخليه عن أحلامه وخروجه من المدرسة، ليتعلم أيمن حمدي، 17 عاما، من الحياة دروسا قاسية التي أجبرته على العمل في سن صغير، حتى يستطيع مساعدة والده في الإنفاق على أخواته، فيجوب الشوارع في الصباح الباكر لا يهتم بحرارة الشمس أو برودة الجو.

وقرر «أيمن» أن يتحمل المسؤولية قبل أوانه ورغم صغر سنه إلا أنه قرر العمل، فودع أهله وأحبابه وبلده في محافظة أسيوط وجاء إلى القاهرة، حتى يعمل في أي شيء ويستطيع مساعدة والده في الإنفاق على أخواته الـ7، وعاش في شقة بالإيجار بمنطقة باب الشعرية: «أبويا بيشتغل على باب الله عشان يصرف علينا، أنا عندي أخوات ولدين و5 بنات، وأنا أكبر واحد فيهم».

«أيمن» يتجول بعربة كابوتشا في الشوارع

قرر «أيمن» العمل في أي شيء، وعاش مع أحد تجار الخضار يأخذ منه الخس الكابوتشا، ويضعه على عربة صغيرة ويجوب بها في الشوارع، يبيع الـ3 بـ10 والواحدة بـ5 جنيهات: «الراجل اللي باخد منه البضاعة بلدياتي من أسيوط، بيجيب الخضار من البحيرة ويوزعها عليا أنا وكام واحد شغالين معاه».

معاناة «أيمن» في العمل

يحكي «أيمن» عن معاناته في العمل، فيظل طوال النهار يتجول دون الاهتمام لحرارة الشمس القارصة أو برودة الشتاء، لا يتذكر سوى أهله الذين تعبوا وضحوا كثيرا من أجله هو وأخواته، ولديه الكثير من الذكريات فعندما كان يلهو مع أصدقائه في المدرسة، وذلك قبل تخليه عن التعليم عندما كان في الصف السادس الابتدائي: «كنت ببيع حاجات تانية قبل الكابوتشا زي الخيار والطماطم، أي شغلانة بتجيلي بشتغلها وبروح لأهلي كل 3 أو 4 أشهر، أكون حوشت فلوس وبقالي 5 سنوات على الوضع ده».