قد لا يخفى عن الكثيرين، أنّ جبل إيفرست أحد جبال سلسلة الهيمالايا، يعد أعلى جبل في العالم، إذ تعد هذه المعلومة أحد الحقائق التي تعلمناها منذ الطفولة، إلا أنّ أسئلة كثيرة تتبادر إلى أذهان البعض مفادها أين يقع جبل إيفرست وكم يبلغ ارتفاعه، خاصة بعد أن سجّل الجبل ارتفاعًا جديدًا خلال العام الماضي.
وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، كشفت حسابات حديثة خلال العام الماضي، عن ارتفاع جديد لأعلى قمة في العالم قُدرت بنحو 8848.86 متر، أي أكثر بسنتيمترات من الحسابات السابقة، والذي يقدر بـ5.5 ميل (8.8 كيلومترات) تقريبًا.
أين يقع جبل إيفرست؟
ويمتد جبل إيفرست عبر حدود الصين ونيبال، ويقع تحديدًا في أعماق جبال «ماهالانغور هيمال»، في سلسلة جبال الهيمالايا، وتسلقه البشر لأول مرة في عام 1953، ويُعرف أيضا باسم «تشومولونغما»، ويعني «آلهة أم العالم» وتسلقه البشر لأول مرة في 29 مايو 1953 من قبل تينسينغ نورغاي، متسلق الجبال النيبالي، برفقة النيوزيلاندي إدموند هيلاري، ومنذ ذلك الحين تم تسلقها بنجاح بواسطة نحو 4 آلاف شخص.
وبحسب «الجارديان» البريطانية، أودى الجبل بحياة أكثر من 300 شخص منذ بدء حفظ السجلات في عام 1922، إذ يشير الخبراء إلى أنّ ما يتراوح بين 5 و10 متسلقين يلقون حتفهم كل عام هناك وذلك بسبب وعورته والطقس غير المستقر على قمته.
وأطلق على جبل إيفرست هذا الاسم، نسبة إلى البريطاني «سير جورج إفرست» مكتشف الجبل عام 1856، ووصفه بأنه أعلى جبال العالم، وذلك عندما كان يعمل مُخططا عاما في الهند، وفي ذلك الوقت كان ارتفاع الجبل يُقدر بـ29002 قدم.
ذوبان كارثي لجليد جبل إفرست
ورصد علماء جامعة مين الأمريكية، ترقق طبقة جليد جبل إفرست بمقدار مترين في السنة، وأشار الباحثين إلى أنّ قمة الجبل تفقد سنويا كمية من الجليد الذي تراكم على مدى عدة عقود، بسبب التغيرات المناخية الناتجة عن النشاط البشري، بحسب «روسيا اليوم».
وتبيّن أنّ جليد جبال همالايا حساس جدا لارتفاع درجات الحرارة في العالم، ما يجعله يترقق بسرعة، الأمر الذي يشير إلى إمكانية حدوث انزلاقات جليدية، وانخفاض احتياطي المياه العذبة، التي يعتمد عليها الملايين من الناس.
مغامرات تسلق قمة جبل إيفرست
وتعد رحلة تسلق جبل أعلى قمة جبلية في العالم، مغامرة فريدة من نوعها، خاضها العديد من الأشخاص، وحفر التاريخ أسماء البعض منهم بعد أن واجهوا تحديات الجبل الشاهق، فحتى أواخر السبعينيات، لم يصل إلى قمة إيفرست سوى بعض المتسلقين سنويًا، وبحلول عام 2012 ارتفع العدد ليصل إلى أكثر من 500 شخص.
أما في عام عام 1953، نجحت بعثة إنجليزية بقيادة الكولونيل «هنت» في الوصول إلى قمة أعلى جبال العالم «إيفرست» وحصل الكولونيل حينها على لقب «لورد»، إذ ذكرت بعض الروايات أنّ السير إدموند هيلارى النيوزيلندي وتنزينج نورجاي النيبالي هما أول من وصلا إلى قمة «إيفرست» في 29 مايو من عام 1953، وتمكن نحو 2700 متسلق من بلوغ القمة بعد هذا التاريخ ، فيما أخفق 210 متسلقين، ولقوا حتفهم.
ويعد عمر سمرة ، أول مصري وأصغر عربي وأفريقي ينجح في تسلق إيفرست ويرفع علم مصر على قمته، وذلك في 17 مايو 2007.
ودفع سؤال أين يقع جبل إيفرست، البعض للبحث عن أفضل الأوقات لتسلق أعلى قمة جبلية، فبحسب موقع «worldtourismgroup»، فإنّ أفضل وقت للسفر لرؤية قمم إيفرست المغطاة بالثلوج هو خلال الربيع والخريف، وتحديدًا من شهر أبريل إلى مايو ومن سبتمبر إلى نوفمبر.