لم تمنعه توسلات والدته ولا دموع أشقائه من الخروج لتوثيق جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، فالشاب الصغير الذي يبلغ من العمر 24 عاما، خرج من منزله في قطاع غزة، حاملا كاميرته التي اعتاد توثيق كل ما يحدث في فلسطين بها، إلا أن ذلك اليوم الذي شهد أكبر قصف إسرائيلي على سكان القطاع، كان فاصلا في حياته وحياة أسرته، إذ استشهد «إبراهيم لافي» خلال توثيق الأحداث عند معبر إيرز الحدودي، لتكون الساعة الـ10 صباح يوم السبت الماضي شاهدة على استشهاد الشاب برصاص قوات الاحتلال.
«إبراهيم اعتاد توثيق كل الجرائم بكاميرته، وبيكون حاضر في كل الأحداث، منذ نعومة أظافره يعشق تراب فلسطين، واختار التصوير مهنة له منذ سنوات طويلة لتوثيق كل ما يحدث، واستطاع تصوير ألبومات كثيرة توثق ماذا يحدث داخل القطاع المحتل»، هكذا روى إبراهيم فريد، ابن خال الشهيد «لافي»، قصته لـ«»، مؤكدا أنه استشهد أثناء حمل الكاميرا ومحاولته توثيق جرائم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
قصف قطاع غزة
لحظات صعبة عاشها «لافي» قبل استشهاده، إذا كان يقف في مكان ظن أنه آمنا من اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها استهدفته ومجموعة من الفلسطينيين، وفق ابن خاله: «كان واقف عند المعبر في مكان مفترض إنه آمن، لكن في لحظة الصواريخ دمرت المبنى والمكان، وما قدر إبراهيم ينجو لا هو ولا زملاؤه من القصف، وترك أهله وارح في غمضة عين».
7 أفراد في أسرة «لافي»، تركها دون وداع البعض منها، بحسب حديث لميس أبو العيادة، ابنة خالة «لافي»، لـ«»، ليخيم الحزن على أسرته وجيرانه: «سايب والدته ووالده و3 إخوات وبنت، تركهم بدون ما يودع بعضهم، خرج يوم القصف الصبح بدري وحمل شنطته وجري عشان يوثق جرائم الاحتلال، لكنه لم يعد حينها، بل عاد محمولا على النعش وكانت جنازته مهيبة رغم القصف الإسرائيلي اللي بيحاصرنا من كل مكان، لكن جنازته كانت رسالة للاحتلال إنه ما راح نستسلم للجرائم، قضيتنا عادلة وما راح نتراجع».
قوات الاحتلال الإسرائيلي تغتال الفلسطينيين
العدوان الإسرائيلي تعمد اغتيال الحقيقة، من شيرين أبو عاقلة لكل الصحفيين والمصورين وحتى المدنيين، كلمات عبرت بها «لميس» عن حزنها لاغتيال ابن خالتها: «الاحتلال اعتاد على قمع الحقيقة، بس راح إبراهيم في آلاف زي إبراهيم موجودين، الأطفال بيدافعوا عن أرضهم والنساء داعمة ليهم ومعاهم، وحتى كبار السن، ما راح نستسلم أبدا للاعتداءات، وسنوثق الحقيقة مهما كان التمن».
عاد الشاب إبراهيم لافي، ملفوفا بعلم فلسطين، ليشيع إلى مثواه الأخير وسط سقوط الصواريخ من كل مكان، وفق «فريد»: «كانت جنازته معبرة عن حب الناس وعدم الاستسلام للصواريخ اللي بتنزل علينا في كل مكان والتحذيرات اللي بتحاوطنا».