لكل فن ريشته المميزة، وفنه تميز بالأسمنت والمواد الخام، ينحت به أشكالا، ويجسد معارك تاريخية، ليحفظها التاريخ ويفهمها المارة لتظل عالقة في أذهانهم، شابان جمعهما حب فن النحت، فقررا العمل معًا لإخراج نموذج مميز من الحكايات التي لا تنتهي لتاريخ بلادنا العريق والمميز.
«إبراهيم ومصطفي»، كلاهما يدرس في تخصص مختلف، وليس من بلد واحدة، لكن وفقهما النحت معا ليفتتحا مشروعهما الخاص.
إبراهيم عفيفى من البحيرة، ومصطفي عبدالهادي ابن مدينة المنصورة بالدقهلية، الأول درس العلوم بكلية التربية، والآخر الفن والنحت بالتربية الفنية، تعارفا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وجمعهما معا فن النحت، وبدأت رحلتهما معا منذ 4 سنوات، ومازالت مستمرة، وتسفر عن نتائج مميزة لعملهم في النحت بالأسمنت علي الجدران.
قوانين الرسم والنحت
يحكي «إبراهيم» صاحب الـ26 عاما، لـ «»: «بالرغم من إني درست علوم، لكن بعد التخرج قررت اشتغل في النحت، لأنها موهبة عندي من زمان وبحاول أنميها واتفرجت علي ناس بتشتغل، وبدأت أشوف فيديوهات اليوتيوب واتعلم أكثر، في الأول كان شغلي من غير قوانين، لكن معرفتي بمصطفي فهمني قوانين الرسم والنحت، وعلمني الجزء الأكاديمي اللي كان واقع مني بحكم عدم دراستي».
«اللي عايز يتعلم بيتعلم»، هكذا تحدث «إبراهيم» عن طرق تعليمه المختلفة التي أضافت له الكثير، بالرغم من اختلاف المجال عن دراسته في الجامعة إلا أنها لم تكن عائقا أمامه، فهو تعلم الكثير عن الخامات ومعرفة جودتها وعوامل الجو المؤثرة على كل خامة وغيرها.
مصطفى من الديكور والتشطيب إلى فن النحت
يحكي «مصطفي» صاحب الـ35 عاما، أنه لم يكن يعمل من قبل في النحت كثيرًا، بل لجأ للعمل في الديكور والتشطيب، إلا أنه بعد أن تعرف على «إبراهيم» من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، اقترحا عمل مشروع مميز لهما، واختارا بلدة في المنتصف بينهما، فوقع الاختيار على ميت غمر بالدقهلية، لتكون محل عملهما ومكان تواجد الأتيلية الخاص بهما؛ إذ يجتمعا بعد أن يحصلا على العمل ويفكرا في الرسم والتنفيذ.
«الناس بيقفوا يتفرجوا علينا واحنا بنرسم في الشارع وبيكونوا مقسومين نصفين، منهم بيقف يتفرج وفرحان، وفي بيقف يمسك في الشغل ويكون لسه طري فيبوظ الدنيا»، يحكي «مصطفي» عن الصعوبات التي تواجههما في العمل، متحدثا عن أصعب الأوقات التي يحدث بها نحت، خاصة فصل الشتاء؛ إذ يتسبب في سقوط العمل كله، فيضطرا لعمله مرة أخرى.