«إبراهيم صلاح» نظرته للخردة والمخلفات، اختلفت عن أغلبنا، إذ أراد منذ حصولة على دبلوم الصنايع، أن يُبدل أماكن تواجد الخردة الحديد والصاج، وإطارات السيارات المُستهلكة، من مقالب القمامة إلى المزارات السياحية والمولات، وصالات ألعاب الأطفال، ليستطيع بالكثير من الصبر والعمل الشاق، أن يحقق حلمه، ويبهر الجميع بأعماله الفنية، وخاصة بآخر عمل فني نفذه، وهو أسد مماثل لأسدين قصر النيل.
بدايته مع فن المجسمات
هواية صناعة المجسمات والنحت باستخدام الخامات المُختلفة بدأت منذ الصغر، كما أوضح إبراهيم لـ«»، إذ استخدم الجبس والأسمنت والصخور الصناعية في عمل أشكال ومجسمات صغيرة، كصناعة الأباجورات ومجسمات التماثيل الفرعونية، ومن ثم تعرف على خامة خردة الحديد وكاوتش السيارات المُستهلك: «حبيت أجرب أعمل مجسم بالخردة.. وبدأت بصناعة مجسم القط الفرعوني وتمثال حورس بارتفاع 6 متر».
بعد انبهار متابعيه على «فيسبوك» بأعماله التي صنعها من الخردة الحديد والكاوتش، وخاصة الأعمال التي تخص الحضارة المصرية القديمة، قرر أن يُخصص عمله في إعادة تدوير المخلفات، لأنه وجد في هذا العمل نوع من الاختلاف الذي يميزه عن غيره من الفنانين المُتخصصين في صناعة المجسمات: «لقيت فيه عمل صديق للبيئة لأني بحول المهملات لأشكال فنية.. وده شئ مميز بيحسسني بالرضا عن نفسي والفخر».
تنفيذ مجسم أسد قصر النيل
«الأسد خد مني 30 يوما عمل.. وده يعتبر وقت قياسي»، وفقًا لتعبير إبراهيم، إذ يبلغ ارتفاع الأسد حوالي 3.5 متر، وهو مصنوع بأكمله من مخلفات ورش الميكانيكا، كالتروس والجنازير، بما جعله يمر على عدد من الورش لمدة 3 أيام متتالية لتجميع الخردة الحديد، ولذلك اعتبر أن تنفيذه في شهر واحد بتلك الدقة نوع من الإنجاز الذي يجعله يفتخر بنفسه «أكتر حاجة بتفرحني لما أخلص تمثال والناس تقولي إحنا مش مصدقين إن ده كان خردة».
التشجيع الذي حظى عليه إبراهيم من كل المحيطين به، كان يحفزه دائمًا على إنتاج المزيد من الأعمال الفنية، بما جعل العديد من أصحاب المولات والأماكن السياحية تتواصل معه لتنفيذ مجموعة من المجسمات في تلك الأماكن؛ نظرًا لموهبته المُميزة ودقته في العمل، ومن تلك الأعمال التي قام بتنفيذها مجسم عملاق لـ«الغوريلا- كينج كونج» في مدينة دهب بإرتفاع يصل لـ 6 متر، كما نُقل أسد قصر النيل إلى أحد المطاعم المشهورة على طريق مصر إسكندرية الصحراوي، بالإضافة إلى تنفيذ مجسم لأحد الشخصيات الكرتونية في منطقة ألعاب بالإسكندرية.
صعوبات واجهت «إبراهيم»
تجميع الخامات من أكبر العوائق التي تواجه إبراهيم في عمل المجسمات، لأنه يحتاج وقت طويل في تجميع الخردة أو الكاوتش: «بجمع كميات كبيرة، لأني بعمل تماثيل عملاقة.. وده مُتعب جدًا»، ولكنه يتجاوز هذا التعب عندما يرى أعماله الفنية تُزين الشوارع والقرى السياحية، حسب وصفه.
حلمه بترك بصمة في كل محافظة بمصر
أكثر ما يُسعد إبراهيم أنه وفق في عمل يحبه، كما يدر عليه دخلًا: «أحلى حاجة لما تعمل حاجة بتحبها وفي نفس الوقت يكون ليها زبون».. وعن أحلامه المُستقبلية، يأمل أن يترك بصمته الفنية في كل محافظة من محافظات مصر، بصناعة مجسمات تُعبر عن المكان الذي توضع فيه سواء كانت مجسمات فرعونية، أو إسلامية، أو تخص الأطفال، أو الرياضة وغيره: «أنا بدأت بتنفيذ الحلم ده، ليا لحد دلوقتي 4 أعمال في المحافظات.. نفذت شعار بطولة كأس العالم لكرة اليد في أكتوبربالجيزة، وتنين مجنح في مدينة السادات بالمنوفية، وشخصية كرتونية في الإسكندرية، وأخيرًا تمثال للغوريلا في دهب بسيناء».