ورشة صغيرة، اكتظت بشتى أنواع التماثيل والمجسمات، تغطيها طبقة خارجية من «الدوم»، وداخل الورشة يجلس الشاب الثلاثيني على كرسى خشبي ليأخذ قسطاً من الراحة، يرتشف من كوب الشاي ثم يضعه على الأرض ليستأنف عمله.
«محمود إبراهيم»، 35 عاماً، يقصد ورشته كل صباح، يُحضّر أدواته «شاكوش وكاتر وقلم رصاص»، ويمسك بأحد قوالب «الدوم» الذي يحضره كل يوم من السوق المجاور لمنزله بشارع الهرم، ليبدأ في نحت المجسمات الصغيرة بعد أن قام بوضع تفاصيلها وملامحها فى مخيلته: « حبيت الفكرة لأنها خارج الصندوق».
«إبراهيم» بدأ النحت على الدوم بالصدفة
بدأ الشاب الثلاثيني، في النحت على الدوم عن طريق المصادفة بعد أن اشترى مع صديقه الدوم ليأكلوه كما عتادا في طفولتهما إلا أن «إبراهيم»، فكر في تقشيرها بشكل معين فظهرت موهبته، حسبما روى لـ«»: «اشتريت بعدها دوم تاني والمرادي أخدت 4 أيام في نحت أم كلثوم على الدوم».
أعمال وتحف فنية
«شجرة الأنبياء، ووجوه المصريين القدماء، ونجم ليفربول محمد صلاح»، رسومات على الدوم أشتهر بها «إبراهيم» صممها وصنعها بنفسه داخل ورشته، بعد أن اكتشف موهبته التى ظهرت فى أواخر مرحلته الجامعية، مستغلاً قطع الدوم ليعيد تدويرها إلى أشكال فنية صغيرة ومميزة، ما لفت انتباه الجميع.
وتلقى الشاب الثلاثيني، الكثير من التشجيع من والده، فكان يحرص دائماً على إخراج تحف فنية من يده وعدم إكتراثه للمال: «بيقولي دايما أني فنان قبل ما أكون نجار، وأني أحب مهنتي علشان مهنتي تعطيني أكتر».
صعوبات النحت على الدوم
وعن الصعوبات التى تواجه موهبة «إبراهيم»، أشار إلى أن المعدات التي يستخدمها هي أدوات كبيرة تستعمل عادة في أعمال النجارة فهي صعبة الاستعمال وتصيبه كثيراً في يده ما يعطله عن دوام عمله لأيام حتى يشفي، إلا أن صديقه من الخارج أرسل إليه جهاز متطور ليسهل عملية النحت على الدوم.
أحلام عديدة تداعب مخيلة «إبراهيم»، في مقدمتها أن يفتتح أكبر مصنع في العربي خاص به، لينتج مشروع كامل متكامل من الدوم بداية من الميداليات والسبح وديكور المنزل، وبأسعار مناسبة للجميع، كما يأمل أن تنتشر الحرفة اليدوية بين الشباب.