| إحصائية: ارتفاع وفيات الجرعات الزائدة من الأدوية في الولايات المتحدة

كشفت إحصائية أمريكية رسمية، نُشرت مؤخرا، عن ارتفاع أرقام الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من الأدوية وبعض أنواع المخدرات بشكل قياسي وغير مسبوق في عام 2020 داخل الولايات المتحدة، بعد أن وصلت إلى 93 ألف شخص، بمعدل 250 حالة وفاة يوميا، وفقا لما ذكرته شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية.

وقال مختصون، إن الأمريكيين خلال انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»  تعاملوا مع العديد من الضغوط النفسية المُضافة، كالإغلاقات الشاملة والعامة، والقيود التي فرضت على تحركاتهم، ما ساهم بشكل ما في زيادة استخدام العقاقير بشكل زائد، بالترافق مع غياب الرعاية الطبية اللازمة في مثل هذه الحالات.

وأوضح مدير معهد الدراسات الصحية الدولية في نيويورك، كأمير العلائي، أثناء حديث خاص مع شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، إن هناك أسبابا متعددة لحالات التعاطي المتزايدة، فخلال فترة «كورونا» كان الناس معزولين في بيوتهم بالترافق مع مستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب، فبعضهم خسر وظيفته أو بيته وأصدقاءه، وآخرون كانوا يعانون خلال رعايتهم لأطفالهم، بالإضافة إلى إغلاق بعض المراكز الصحية، وصعوبة الوصول إلى الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، ما جعل هؤلاء الأشخاص في حالة من الضعف النفسي.

وكانت أدوية مسكنات الآلام، إحدى أبرز العقاقير التي تستخدم بشكل مفرط، لحد يصل إلى الإدمان في الولايات المتحدة، لكن مؤخرا حل مكانها تعاطي الهيرويين، ليأتِ بعده استعمال مادة طبية تعرف باسم «فينتالين» المستخدمة في تسكين آلام الأمراض المستعصية والحادة كالسرطان، وهو ما أوضحه دامون ديل أجيلو، الزميل المختص بعلم السموم في المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض والتحكم بها، خلال حديث مع «سكاي نيوز».

مادة «فينتالين» يتم تناولها كبديل عن الهيرويين وغيره من المواد المخدرة

وأشار أجيلو، إلى أن مادة «فينتالين» يتم استخدامها في المستشفيات كمادة فعالة وآمنة عندما تستعمل كما يجب، لكن لسوء الحظ هناك من يعمد لتناولها كبديل عن الهيرويين وغيره من المواد المخدرة.

وأضاف أجيلو، أن هذه المادة أكثر فعالية من المورفين، واستخدامها مقيد بشكل كبير ومن الصعب فرض المزيد من القيود بخصوصها.

وأشارت التوقعات إلى أن حالات الوفيات المرتبطة بالاستخدام المفرط للعقاقير الدوائية بالولايات المتحدة، قد تستمر في تسجيل أرقام غير مسبوقة للعام الحالي أيضا، في ظل تفشي الإدمان والاستخدام المفرط للعقاقير والأدوية في زمن كورونا، ما سلط الضوء على أهمية مراكز إعادة التأهيل في التعامل مع الآثار النفسية السابقة واللاحقة لحالات إساءة استخدام المواد الطبية، وضرورة التصدي لآفة المخدرات بكل أشكالها وأنواعها.