«قرب قرب.. القطعة بـ5 جنيه.. خلي الغلبان يلبس».. تلك الكلمات يصدح بها رجل أربعيني، أثناء وقوفه بأحد الأسواق الشعبية، ليبيع الملابس البسيطة المختلفة، وحين يحضر يتجمع حوله عشرات المواطنين ليشتروا منه، نظرًا لأسعاره الرخيصة التي تناسب المواطن الفقير، محققًا مكسبًا بسيطا للغاية، ومستعيضا عن الربح الكثير بوقوفه مع «الغلابة» الذي هو منهم، إذ يعاني من إعاقة حركية تعيقه عن السير والوقوف لفترات طويلة.
إدوارد أنور، 44 عامًا، يقطن بمنطقة المرج بمحافظة القاهرة، يروي لـ«»، أن عمله بتجارة الملابس يرجع لسنوات طويلة، إذ يشتريها من المصانع، ويحملها على «تروسيكل» ليبيعها بالأسواق الشعبية بأسعار رخيصة، حتى يستطيع أي مواطن شرائها. يقول: «بعاني من إعاقة حركية وبعرج بسببها، بس بقدر أشتغل الحمدلله، شغلي عبارة عن إني بشتري الهدوم البسيطة من المصانع، وأبيعها في الأسواق، وبحاول أخفف على الناس الغلابة، عندي أسعار بتبدأ من 5 جنيه، وفي بـ10 جنيه كمان».
«إدوارد» كل يوم في سوق مختلف
أسبوع «إدوارد» يقضيه من سوق لآخر، فيوم الأحد يذهب إلى محافظة السويس، أما الاثنين فيقضيه بسوق يحمل اسم اليوم بمدينة قليوب التابعة للقليوبية، والثلاثاء يقف بـ«سوق التلات» في المرج، والخميس يذهب لسوق منطقة عرب الطوايلة بالمنطقة نفسها، ويتجه يوم الجمعة إلى سوق إمبابة: «كل يوم بقف في مكان، وكل يوم في سوق مختلف عشان أروح مكان فيه ناس كتير، ودايما بعمل عروض كتير على ملابس الأطفال، اللي هي القطعة بتبقى بـ5 جنيه بس».
«إدوارد» يحارب الغلاء
يؤكد «إدوارد»، أن ربحه من بيع الملابس يكاد يكون بسيطًا للغاية، فهدفه الأول التخفيف عن المعاناة التي يعيشها بعض الفقراء: «براعي إن المكسب يكون قليل ما دام ناس كتير هتستفيد من العرض».