| «إسماعيل» صنع سيارة من الخردة بـ5 آلاف جنيه: هدخل هندسة

رغم صغر عمره، إلا أنه استطاع أن ينجح في التحدي الذي وضعه لنفسه، وهو صنع سيارة من الخردة، إذ يعشق منذ صغره تجميعها للاستفادة منها في وقت لاحق، لأنه يدرك أن ما لا قيمة له اليوم سيصبح بأغلى ثمن في الغد، لذا يعمل على الاحتفاظ بها ومحاولة إعادة تدويرها، سواء كانت تلك الخردة حديدا أو خشبا أو مواد أخرى، ليصنع منها السيارة.

إسماعيل أحمد، 17 عامًا من مركز «الوقف» محافظة قنا، الطفل الذي تعلم منذ الصغر أن يتبع شغفه وحبه لتجميع محتويات ومقتنيات قديمة سواء خشبية أو معدنية، محاولًا البحث عن وسيلة لإعادة استخدامها بأفضل طريقة ولجعلها ذات فائدة كبيرة يستطع من خلالها ابتكار أشياء تساعده في عمله.

بداية تجميع الخردة للسيارة

بدأ «إسماعيل» رحلته مع سيارته منذ أن كان في الـ14 من عمره، إذ جمع السيارة وصنعها من الخشب، لكن في البداية لم يلقَ إعجاب كثير من الناس، لاعتقادهم أن الأمر بسيط ولا يحتاج إلي مجهود كبير: «بدأت أفكر في بديل، حاسس إني معملتش أحسن حاجة فلجأت لميكانيكي قريبي أجمع من عنده عدة حديدية واستخدمها».

استمر ابن قنا، في تجميع المعدات حتي توصل إلى فكرة تركيبها وروى لـ«لوطن»: «الموضوع أخد مني وقت في فكرة تركيب كل قطعة مع التانية، يعني الدركسيون كان محتاج يتظبط وفيه حديد محتاج يتقص بطول معين وكان عليا أقول الطول ده للعامل عشان يقصها زي ما أنا عايز، فكنت باخد وقت إني أعرف هقص قد إيه أو هعمل إيه عشان يتركب الأجزاء ببعضها صح»، وبالفعل نجح في تكوين السيارة من الخردة باستخدام معدات لعربات نقل قديمة وضبطها حتي تتلاءم مع حجم سيارته الصغيرة.

رد فعل أهل البلد بعد رؤية اختراعه

خرجت سيارة «إسماعيل» للنور وسافر بها إلى البلدة بعد أن كان يعمل بها مع قريبه حتى استطاع أن ينفذها على أكمل وجه ولترضي شغفه وهدفه المطلوب: «الناس مكانوش مصدقين كانوا فرحانين وعمالين يشاوروا عليا ويتصوروا معايا، والمدرس بتاعي كان فرحان بيا ومبسوط باللي عملته»، مؤكدا أن والده فرح كثيرًا بنجاحه، فأصبح يشجعه على فعل ما يريد وتنفيذ أفكاره بمساعدة والده سواء المعنوية أو المادية.

«أبويا في الأول قالي أعمل العربية من جيبك عشان يشجعني علي إني أعتمد على نفسي»، هكذا تحدث «إسماعيل» عن تشجيع والده له، حتى تمكن من صنع سيارته بتكلفة مادية قدرها 5 آلاف جنيه: «حلمي أدخل كلية الهندسة الميكانيكية ومدرسيني بيشجعوني بالذات بعد ما عملت العربية»، مشيرا إلى أن أساتذته أخبروه بضرورة سعيه للالتحاق بكلية الهندسة قسم الميكانيكا؛ لأنه تعلم ونفذ الجانب العلمي فعليه أن يتطلع إلى الجانب النظري.