8 سنوات من المعاناة على فراش المرض، بلا حركة أو وقوف أو حتى جلوس، يومها بالكامل تقضيه نائمة في سكون حتى وعينيها مفتوحة، لا تقدر على الحركة ولا مساعدة نفسها في أي عمل، لا تجيد سوى الحديث لمن حولها لتطلب منهم ما تريده.
«شقاوتها» الزائدة في الطفولة عرضتها لسقطة عنيفة أثرت عليها طوال عمرها منذ أن كانت في الرابعة عشرة، ليتبدل حالها إلى الآن، ومن الجري واللعب في كل النواحي، أصبحت إلهام السيد، ملازمة للفراش حتى اليوم ببلوغها 22 عامًا، بحسب حديثها مع «»، إذ شعرت في اليوم الثاني من تلك السقطة بألم شديد في عظامها، إلا أنها لم تبلغ والدتها.
كسر في الحوض يغيِّر حياة «إلهام»
استمر الألم لأيام طويلة، إلا أن والدة «إلهام» ظنت أنه أمر طبيعي، خاصة أن ظروفهم المادية لا تسمح بالتوجه إلى الطبيب، أو تقدر على ثمن الكشوفات بالعيادات الخاصة، ولكن مع استمرار الألم وشدته اضطرت الأم للتوجه بطفلتها إلى مستشفى قصر العيني، وأجرى لها الأطباء الفحوصات والأشعة اللازمة، لتتفاجأ الأم أن ابنتها مصابة بكسر في الحوض: «والكسر لحم مع الوقت لوحده بالغلط».
ظروف صعبة تعيشها الأسرة
نصح الأطباء الأم بإجراء جراحة لابنتها في أحد المستشفيات الأخرى المتخصصة، إلا أن حالة «إلهام» المتأخرة جعلها تواجه الرفض من جميع المستشفيات التي توجهت إليها، لتظل منذ وقتها نائمة على ظهرها 8 سنوات متكاملة غير قادرة على الحركة، واستسلمت أسرتها للوضع بسبب ظروفهم البسيطة، خاصة وأن والدها «أرزقي» ليس لديه عمل، ويقيمون في مسكن متواضع بمنطقة الطالبية هرم التابعة للجيزة.
أمل أسرة «إلهام»
مع مرور السنوات على «إلهام» وهى نائمة على «كنبة خشب»، توقفت أغلب أطرافها عن الحركة حتى أصابعها وقدميها ويديها، ليصل بها الحال أنها تأكل وهي نائمة، وزاد الوضع سوءًا بتقوس القدمين، كل هذا أمام دموع الوالدين المراقبين لحالة طفلتهما دون أن يجدا حلا، متمنين رؤية ابنتهما تقف مجددًا، أو تجلس على الأقل لتساعد نفسها: «نفسنا نلاقي لها علاج».