يدعو المسلمون، الله سبحانه وتعالى، من أجل استجابة دعواتهم سواء بجلب الرزق أو فك الكرب أو شفاء مريض، ولكن البعض يقعون في عادة خاطئة أثناء دعائهم وابتهالاتهم للمولى عز وجل، مما يعرضهم لغضب الله سبحانه وتعالى دون قصد منهم.
وحذر الشيخ محمد أبوبكر، الإمام بوزارة الأوقاف، في فيديو عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»، من عادة خاطئة يفعلها الملايين يوميًا في دعائهم مع الله سبحانه وتعالى، تعرضهم لغضبه، وأن كل ما يظنه الشخص مستحيل هو يسير على المولى عز وجل، وينبغي الدعاء بيقين.
وشرح «أبو بكر»، أن الشخص ينبغي أن يدعي بيقين، وكل ما يظنه مستحيل تحقيقه هو الله على يسير: «أسأل ربنا كل اللي في بالك وخليك واثق من الإجابة وأدعى ومتخافش ومتقولش أن الطلب اللي هتطلبه صغير أو مش مهم، ربنا بيحب يسمعك وأنت بتسأله وبتدعي».
إمام بالأوقاف يحذر من عادة خاطئة تجعل الله يغضب على العبد
وأكد الإمام بوزارة الأوقاف، أن الخطأ الذي ينبغي الحذر منه هو الملل من الدعاء وعدم السؤال من الله سبحانه وتعالى، لأن الدعاء عبادة ومن لم يدعو الله يغضب عليه، وقال الله سبحانه وتعالى في سورة غافر: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ».
وتابع «أبو بكر» حديثه، بأن سيدنا موسى عليه السلام، سأل الله سبحانه وتعالى عدة طلبات كما جاء في سورة طه: «قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ».
وينبغي على المسلمين تعلم الدعاء من سيدنا موسى عليه السلام، وسؤال الله في أي شيء عظم أو صغر، وإياكم من الملل في الدعاء، إذ دعا سيدنا موسى عليه السلام ربنا سبحانه في طلب الأكل في سورة القصص: « فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ».
وأوضح الإمام بوزارة الأوقاف، أن سيدنا موسى عليه السلام، طلب الأشياء السابقة كي تكون عونًا له على ذكر الله: «لأنه لما يذكر ربنا كتير ويسبح به هتحصله قوة خارقة تساعده على فرعون، وربنا سبحانه وتعالى ما استجبش لدعائه بس، بل أعطاه بزيادة»، ويقول الله سبحانه في سورة طه :«قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى».
أبو بكر: لا تيأسوا من الدعاء أبدًا
ويقصد الله سبحانه من قوله عز وجل: «وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى»، أن سيدنا موسى عليه السلام في طلبه ودعائه لم يتذكر عطاءه، فأعطاه الله ما تمنى بالإضافة إلى العطاء الأكمل والفضل الأعظم الذي يتناسب مع كرم المولى، إذ قال في سورة طه: «اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي * اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى».
ونصح «أبو بكر» بعدم اليأس في الدعاء أبدًا مهما تأخرت الإجابة ومهما طال الزمان، ثق بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب.