انتشر في الآونة الأخيرة عدد من متحورات فيروس كورونا، التي استحوذت على اهتمام العلماء بعد التغيرات الجينية التي شهدتها المتحورات الجديدة، وتزايد المخاوف من عجز الجهاز المناعي وتأثير اللقاحات التقليدية والأجسام المضادة الناجمة عن الإصابات السابقة في الوقوف أمام الإصابات المتزايدة حول العالم.
وأشارت صحيفة «النيويورك تايمز الأمريكية»، في تقرير لها صادر منذ قليل، إلى الفرق بين متحوري إيريس EG.5 وبيرولا BA.2.86، إذ أنّ إيريس ينتشر بسرعة ويصيب أعداد أكثر من المواطنين بالولايات المتحدة، لكن الخبراء يقولون إنه ليس أكثر خطورة من المتحورات السابقة، أما متحور بيرولا BA.2.86، فلا زال عدد الإصابات به محدودة غير أنه تتم مراقبته عن كثب بسبب طفراته.
متحور بيرولا BA.2.86، يجتاح الولايات المتحدة
كما أنه يخضع حاليًا للمراقبة الدقيقة من قبل منظمة الصحة العالمية، وأن اسم بيرولا «Pirola» هو مزيج من الحروف اليونانية Pi وRho، ولديه أكثر من 30 طفرة في بروتينه الشوكي مقارنة بـXBB.1.5، وهو نوع مختلف من سلالة الأوميكرون التي كانت سائدة في الولايات المتحدة، وفقًا لنشرة صادرة من في كلية طب بجامعة ييل.
ومن جانبها أشارت الصحيفة البريطانية إلى وصف سكوت روبرتس، أخصائي الأمراض المعدية في جامعة ييل، بأن هذا العدد الكبير من الطفرات «ملحوظ»، موضحا أنّ هذا العدد من الطفرات يختلف مع عدد الطفرات المصاحبة للمتحورات المبكرة من كرورنا أوميكرون ودلتا، فعندما ظهر أوميكرون في شتاء عام 2021، كان هناك ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بكوفيد 19، لأنه كان مختلفًا تمامًا عن متغير دلتا، وتهرب من المناعة من العدوى الطبيعية والتطعيم.
وأكد «روبرتس» أنّ طريقة العدوى دوليًا لم يتم الكشف عنها بعد القلق والمخاوف المصاحبة للإصابة بالسلالة الجديدة بيرولا، مرجعا السبب إلى اكتشافها في ستة بلدان على الأقل، وأنّ الحالات ليست ذات صلة، الأمر الذي يشير إلى أن هناك درجة معينة من انتقال العدوى في المجتمع الدولي لم يتم إكتشافها بعد.
ما هو BA.2.86؟
وقالت ماريا فان كيرخوف، عالمة الأوبئة ومسؤولة الاستجابة لكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إن المعلومات المتاحة عن السلالة المكتشفة حديثا من بيرولا لاتزال حتى الآن محدودة للغاية، وكتبت على تغريدة على حسابها على تويتر، أن عددًا كبيرًا من الطفرات داخل بيرولا يحتاج إلى مراقبة وثيقة، مضيفة أن المراقبة والتسلسل والإبلاغ عن كوفيد-19 أمرا بالغ الأهمية، لتتبع المتغيرات المعروفة واكتشاف المتغيرات الجديدة، وفقًا لصحيفة «الإندبندنت البريطانية».
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الأمريكي، فإنه تم العثور على المتغير، الذي يشار إليه أيضًا باسم BA.X، من خلال التسلسل الجيني – وهي عملية يحدد فيها العلماء اللبنات الأساسية للحمض النووي للجزيء، كما أن العلماء في حالة تأهب بسبب العدد الكبير للغاية من الطفرات في هذا المتغير، مع وجود أكثر من 30 طفرة في بروتين سبايك – وهو جزء من الفيروس الذي تهدف اللقاحات إلى تحييده.
حالات الإصابة ببيرولا الموجودة في الولايات المتحدة
وأوضح المركز أنه اعتبارًا من 23 أغسطس، تم اكتشاف حالتين من BA.2.86 في الولايات المتحدة، إحدى الحالات كانت لشخص تم اكتشافه من خلال المراقبة الجينومية القائمة على المسافرين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتحديد هذه الحالات في مناطق جغرافية متعددة يعد دليلًا على انتقال العدوى دوليًا، حسبما أفاد مركز الوقاية والسيطرة على الأمراض.
وأشار مركز السيطرة على الأمراض إلى أن حالات الاستشفاء الحالية في البلاد ليست «من المرجح» أن تكون ناتجة عن متحور BA.2.86، لكنها أضافت أن هذا التقييم قد يتغير مع توفر بيانات إضافية، خاصة مع انتشاره على الصعيد العالمي، بعد أن تم اكتشاف المتحور الجديد في الدنمارك وجنوب أفريقيا وإسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
الأعراض وطرق الوقاية
ووضعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عدد من الإجراءات التي يجب اتباعها مع انتشار المتحور الجديد في الولايات المتحدة، لتقليل الإصابة بالعدوى حال ظهور أعراض المتحور الجديد التي تشمل سيلان الأنف والصداع والتعب والعطس والتهاب الحلق أبرزها:
• الحصول على لقاحات كوفيد-19.
• القيام بإجراء اختبار فيروس كورونا.
• طلب العلاج من المصابين بالمتحورات الجديدة لـ Covid-19 خاصة مع تزايد الأعراض لمستويات خطيرة.
• ارتداء كمامات عالية الجودة تغطي الأنف والفم بشكل جيد مع الالتزام بالجلوس باماكن جيدة التهوية.
وقال كريستيان جي أندرسن، عالم المناعة وخبير الأمراض المعدية، إنّ السلالة تحمل كل السمات المميزة للتأكيد على انتشار المتحور، حتى أصبح مشهد المناعة لدينا الآن معقدًا، لكنه من السابق لأوانه القول إنه سيفعل ذلك، أما الدكتور إس ويسلي لونج، المدير الطبي لعلم الأحياء الدقيقة التشخيصي في هيوستن ميثوديست، أحد المستشفيات الرائدة في تكساس، أكد على أنه لم يتضح بعد ما إذا كان BA.2.86 سيكون قادرًا على التغلب على سلالات أخرى من الفيروس أو سيكون له أي ميزة في الهروب من الاستجابات المناعية من العدوى السابقة أو التطعيم.