| إنسانية أهالي السلام تنقذ فكهاني السويس: «نفسي أشكر اللي ساعدني»

تأتي الحياة بفرص غير متوقعة أحيانًا، تفاجئ متلقيها وتغمره بالسعادة والامتنان لما وضعه الله من رزق في طريقه، وهو ما حدث مع طه المنسي، الملقب بـ«فكهاني السويس»، بعد أن افتتح محلا لبيع الفواكه والخضراوت بمنطقة السلام التابعة لمحافظة السويس، في شارع عمر بن الخطاب قبل أيام قليلة.

فكهاني السويس يفاجأ بالإقبال على البضاعة

فوجئ «طه»، المعروف بـ«فكهاني السويس»، بإقبال كبيرعلى بضاعته التي كانت لا تلقى رواجًا قبل أيام، وهو ما اضطره للتخلص منها بعدما ذبلت وتسبب ذلك في خسارة جزء كبير من المال في أيامه الأولى ما شكّل لغزًا بالنسبة له: «لقيت ناس كتير جدًا بتتصل بيا بيطلبوا دليفري، وأنا رقمي مش مع حد لأني لسة فاتح، ومفعّلتش الخدمة دي، لما كنت بسألهم كانوا بيقولوا حد اشترى منك وقالنا إن أسعارك حلوة، استغربت لأني متعود على إنّ يدخلي زبون كل ساعة أو ساعتين بالكتير».

وما زاد الأمر حيرة كان أحد الزبائن الذي جاء من منطقة أخرى بعيدة نسبيًا ولديها العديد من محلات الفاكهة والخضار، فما كان من «طه» إلا أن رفض إعطائه طلبه حتى يخبره كيف عرف عنه: «وقفته في المحل قولت له مش هديك حاجتك إلا لما تقولي في إيه؟ وليه جاي تشتري مني مخصوص؟ لأنّ فيه حاجات كتير غريبة بتحصل، فقالي أنّ جاري نزل عني منشور وبقيت تريند بس أنا معرفتش لأن مش عندي فيسبوك، كنت حابب أشكره بس مش معايا رقمه ومشوفتوش من ساعتها».

«فكهاني السويس» يعمل بأسعار سوق المحافظة 

افتتح «طه» المعروف بـ«فكهاني السويس»، المحل يوم الثلاثاء الماضي عندما تم تداول صورته على مواقع التواصل الاجتماعي بإحدى الصفحات الخاصة بمحافظة السويس من قبل أحد جيرانه وتناقلها أهالي السلام لمساعدته: «أنا دلوقتي مش حابب غير إني أقف جنب الناس اللي وقفت معايا ودعمتني بما يرضي الله من غير مقابل، حاطط أسعار وشغال بيها من قبل الكلام ده أسعار سوق المحافظة، الناس كانت بتستغرب إنّ الحاجة رخيصة وبتفتكر أنّها وحشة وكانوا يبصوا على محلات تانية يلاقوا أسعار غير الأسعار خالص».

«فكهاني السويس» كان يعمل صنايعي رخام

كان «طه» الملقب بـ«فكهاني السويس»، يعمل صنايعي رخام ولمهارته الشديدة كان له زبائن تطلبه بشكل خاص ولكنه وجد أن سوق العمل لم يعد كما كان، فقرر افتتاح هذا المشروع لمعرفته ببعض الأساسيات من عمه الذي يمتلك محل في السوق التجاري: «أنا كنت شغال صنايعي لكن لقيت مهنة فكهاني أفضل فقلت أجرب».

يرى «طه»، أن ما فعله الأهالي معه وإنقاذه من الإفلاس هو شهامة: «هي دي أخلاقنا الجميلة التي تظهر فى المواقف الصعبة، وفعلاً ظهر المعدن الطيب وقت الشدة لأني تقريباً كنت هيأس من وقف الحال، رغم إني   متزوج وعندي طفلين، لكن الحمدلله».