| «إيمان» تسخر نفسها لخدمة قطط الشارع: بعملهم أكل كل يوم

تعلمت الرحمة منذ صغرها بمواقف بسيطة، زرعتها والدتها في ذهنها حيث بدأت الأم تفكر في طريقة لترسخ الرحمة في مبادئ ابنتها من خلال مشاركتها في توزيع الطعام في الشوارع علي القطط والكلاب، حتى بدأت «إيمان» بعمل الطعام منذ بداية فصل الشتاء لقطط الشوارع والكلاب والنزول لتوزيعها مع ابنتها التي تبلغ من العمر 3 سنوات.

بدأت الحكاية مع «إيمان أمين» ابنة الإسكندرية، منذ كانت صغيرة، إذ كانت تقدم طعامها الخاص بمدرستها لقطط الشوارع أثناء ذهابها للمدرسة، لتعود للمنزل جائعة، فلفت الأمر ذهن والدتها لتستفسر عن الأمر: «عرفت أني بأكل القطط ساندوتشاتي كلها، توقعت أنها تزعق أو تقولي متعمليش كده تاني، لكن اتفاجئت بيها بتعمل كميات أكبر عشان تكفيني أنا والقطط، ومن هنا اتعلمت درس مهم جدًا هو الرحمة».

رسخت والدتها مبدأ الرحمة بقلبها وهي صغيرة، فأصبحت «إيمان» صاحبة الـ34 عاما الآن، تفعل ذات الأمر مع ابنتها، إذ تحكي لـ«»: «فكرت أوزع أكل على القطط في الشوارع، فبدأت أجهز أكلهم كل يوم مع بعض واحطهم في أطباق، وأخد بنتي وبخليها توزع الأكل على القطط، وده فرحني لأني اتعلمت من والدتي فعلمت بنتي».

مواقف لا تغيب عن ذهن «إيمان»

«يمكن أكثر حاجة بتقف معايا في الموضوع هو أني مش بلاقي مكان أحط فيه أطباق للقطط، لأن أصحاب المحلات واخدين الرصيف كله، وبيضايقوا لما أحط أكل قدامهم للقطط، وساعات كثيرة بيرفضوا وفيه ناس بتضايق من فكرتي، وبيمشوا القطط، لكن فيه ناس تانية بتضحك، وناس بتفرح جدًا وتساعدني وتحط معايا الأطباق»، بكلمات بسيطة عبر «إيمان» عن ضيقها من مواقف كثيرة تتعرض لها أثناء توزيع الطعام علي القطط.

ذكرت «إيمان» أكثر المواقف التي أثرت بها وكانت دافعا أساسيا لها لتقوم بعمل الفكرة: «كنت بتمشي على البحر وشوفت سيدة كبيرة ناس بتساعدها وتقدم ليها أكل، كانت بتاخد الأكل وتلم القطط اللي حواليها تاكل وتأكلهم معاها، حسيت لحظتها أن الرحمة مش محتاجة حواجز أو دافع مادي، بالعكس يمكن بحاجات بسيطة نقدر نساعد»، واستمر الأمر معها مرسخة مبدأ «الراحمون يرحمهم الله».

إيمان: ربنا سخرني أقدم أكل للقطط 

سردت «إيمان» فكرتها التي ترسخت لديها بعد تلك التجربة: «عرفت أن كل واحد ليه رزق هياخده أيا كانت الوسيلة، يعني ربنا سخرني أقدم أكل للقطط دي، ولو مكنتش أنا متأكدة أنه كان هيكون فيه غيري، ربنا جعلنا وسيلة مش أكثر»، وتعلمت القوة والشجاعة من خلال تقديم الطعام للكلاب أول مرة، خشت أن يتعرض لها أو لابنتها، إلا أن الأمر كان بسيطا وأقبل عليها الكلاب، ونظروا لها نظرة حملت كلمة بسيطة وهي «شكرًا».