قبل عامين، لم تفكر فى شىء خارج دائرتها الصغيرة، أسرتها وأصدقائها ودراستها، لكن «كورونا» قلب موازين «إيمان أكرم»، 20 عاماً، بعد أن أجبرها ككثيرين من حولها على البقاء فى المنزل، خوفاً من الإصابة بالعدوى، لكنها لم تستسلم لما فرضته الجائحة عليها، وبحثت عن شىء يشغل وقتها ويدر عليها ربحاً، حتى وجدت ضالتها فى فن «الريزن»، الذى أعادت من خلاله تدوير أشياء كثيرة من بيئتها المحيطة. إتقان فن «الريزن» لم يكن سهلاً على الشابة الصغيرة، فالفيديوهات المتاحة عنه على «يوتيوب» قليلة وتقدم المحتوى ذاته، بينما «الكورسات» المتاحة لتعليمه باهظة الثمن: «لقيت الكورس بـ1300 جنيه، وقتها قررت أعلم نفسى بنفسى، اشتريت خامات أون لاين، وفضلت شهرين أحاول أطلع شغل كويس، بوظت حاجات كتير، بس فى الآخر عرفت أعمل الحاجة صح». بدأت «إيمان» مشروعها برأسمال 300 جنيه، لم يكن الطريق أمامها ممهداً، لكنها استطاعت بالمثابرة والتصميم إنجاز ما تريد: «الخامات كانت بتبوظ منى فى الأول، واحدة واحدة فهمت طبيعة الشغل، بشترى مواد اسمها الإيبوكسى والمصلب وبخلطها مع بعض بالجرامات، وبستنى شوية وبعدين أصبها فى قوالب سيليكون، وبعدها ببدأ أحط الاللى عاوزاها والجليتر لو هستخدمه، وبعدها بحط الحاجات اللى من البيئة زى الشعر وورق الشجر، وبسيبها تنشف لمدة 24 ساعة»، قالتها الفتاة العشرينية لـ«».
تتخذ «إيمان» احتياطاتها أثناء العمل، فالمواد التى تستخدمها تنتج عنها تفاعلات قد تصيب يديها بحروق من الدرجة الثانية حال لمسها، فضلاً عن رائحتها النفّاذة، التى تضطرها لارتداء كمامة، لكنها لا تهتم لكل هذا، فجمال القطع التى تنتجها ينسيها كل المخاطر التى قد تتعرض لها: «بحب شغلى جداً وبفرح لما الزباين تعجبهم حاجة ويشكرونى». تستخدم «إيمان» أشياء مختلفة من بيئتها المحيطة، كما يطلب منها العملاء وضع أشياء مميزة للاحتفاظ بها فى قطع «الريزن»، وكان أغربها «أمبولات التحليل» التى تستخدم فى المعامل: «استخدمت برى القلم الرصاص، وشعر، وخواتم فضة، وورد مجفف، وحجارة».