| «إيمان» قصة نجاح في الدراسة والعمل ورعاية والدها: الحياة كفاح

أن تفشل في معركة، هذا لا يعني بالضرورة أنك خسرت الحرب، بل يعني أنك أمام فرصة جديدة للاجتهاد والاستعداد، حتى تحول فشلك بهذه المعركة إلى نجاح بالمعركة القادمة وما يليها، كما فعلت «إيمان»، حينما حولت فشل أول «جاليري» خاص بها، إلى نجاح كبير بعالم «الهاند الميد» وصناعة المراسيل والجزوع والهدايا، بعدما وصلت منتجاتها إلى كل محافظات مصر، في نفس الوقت الذي تنشغل فيه بدراستها ورعاية والدها.

«إيمان عبد الغني»، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية تجارة جامعة عين شمس، ولديها مشروعها الخاص بعالم «الهاند ميد»، وإلى جانب كل ذلك هي المسؤولة الأولى والأخيرة حاليا عن رعاية والدها بعد انفصاله عن والدتها، ومن حينها وتقوم بكل مهام أي ربة منزل، حيث تعيش هي ووالدها فقط في منزلهم، حسبما تحكي الطالبة الجامعية.

الحكاية بدأت ببعض الهدايا التي صنعتها «إيمان» لصديقاتها

وتقول «إيمان»، في حديثها مع «»، إن حكايتها مع عالم «الهاند ميد»، بدأت ببعض المنتجات والهدايا التي كانت تصنعها لصديقاتها، اللاتي كان يعجبن بشكل كبير بكل ما تصنعه أناملها، موضحة أن هذا الإعجاب لم يكن مقتصرا على صديقاتها فقط، بل تسلل إلى والدها أيضا، الذي أعجب بما تصنعه لدرجة جعلته يحاول استثمار ذلك في مشروع تجاري.

والد «إيمان» أعجب بعلمها فافتتح جاليري لها

وبالفعل أقدم والد الفتاة العشرينية على فتح «جاليري» لعرض منتجاتها بها بمنطقة عين شمس التي كانوا يسكنون بها، لكن النتيجة لم تأت كما كانت تأمل الفتاة ووالدها.

وتروي «إيمان»: «الجاليري مكملشي شهور وقفل، وخسرنا كتير أوي وخرجنا منه مديونين، لأننا فتحناه في مكان الناس اللي فيه مكنتشي فاهمة أصلا احنا بنبيع أيه؟».

 صديقات «إيمان» ساعدوها في تخطي فشل الجاليري الأول لها

وأصاب هذا الفشل الفتاة بإحباط نفسي كبير، لكنها لم تقف أمامه كثيرا وكانت محظوطة للغاية بصديقاتها، اللاتي حاولن مساعدتها لتخطي ذلك: «في وسط ما كنت مضايقة أن الجاليري فشل، لقيت صاحباتي عملولي جروب على فيس بوك أعرض عليه شغلي، ومن هنا كانت البداية».

وتكشف «إيمان»، أن عملها بدأ يتطور بشكل كبير وتحقق نجاحات كبيرة، ووصلها طلبات من جميع محافظات الجمهورية، مشيرة إلى أن كل ذلك كان يحدث في نفس الوقت الذي تحاول فيه أن توفق بين عملها ودراستها بكلية التجارة، بالإضافة إلى اهتمامها ورعايتها لوالدها وتعلمها لكل الأعمال المنزلية التي يتطلبها أي بيت من إعداد طعام وتنظيف دائم ومستمر لكل ركن وحجرة من منزلهم إلى جانب غسيل ملابس والدها وملابسها.

تحلم إيمان بافتتاح جاليري لعملها من جديد

وتتابع الطالبة الجامعية: «كل ده كان صعب جدا في الأول، والتوفيق بينه كان أصعب، وطبعا اتسبب إني أسقط أكتر من سنة في الدراسة، بس مع الوقت اتعلمت كل حاجة في البيت وكمان اتعلمت أوفق بين شغلي ودراستي وبيتي إزاي، عشان الحياة كفاح أنا مؤمنة بده، وإن شاء الله هتخرج قريب»، كاشفة في نهاية حديثها مع «»، أنها تحلم باليوم الذي ستفتتح فيه من جديد جاليري خاص بها، لتثبت للعالم أجمع أنها خسرت معركة واحدة ولم تخسر الحرب نفسها.