| «إيمي» تربي أبناءها بطريقة مبتكرة «التعليم بالانبساط»: صمموا روبوت من صغرهم

«التعليم بالانسباط».. طريقة أتبعتها إيمي أباظة في تربية أطفالها منذ ولادتهم، والتي تهدف إلى تجهيزهم وإعدادهم لخلق مستقبل أفضل إنسانيًا وتكنولوجيًا، من خلال تعليمهم العلوم والمهارات المختلفة بطرق تعتمد على المتعة واللهو، إلى جانب غرس القيم الإنسانية وحب الخير بداخلهم، وهو ما ظهرت ثماره سريعًا على طفليها البالغين من العمر 10 و13 عامًًا، بعدما تمكنا وهما في هذه السن المبكرة أن يتقنا البرمجة والعلوم المختلفة بل ويصمما عددًا من الروبوتات.

«إيمي» تترك عملها لتتفرغ لتربية أطفالها

روت «إيمي»، ابنة محافظة الجيزة، خلال حديثها لـ«»، أنها بعد حصولها على الشهادة الجامعية تنقلت بين عدة مؤسسات تعليمية كبرى للعمل، ما مكنها من ملاحظة كم التطور الرهيب الذي يشهده العالم والتحول الرقمي الذي يجتاح كل ربوعه ومجالاته، ولهذا السبب اختارت أن تترك وظيفتها وتتفرغ لإعداد نفسها مسبقًا بما يمكنها بعد الإنجاب من تربية أطفالها بطريقة صحيحة تلبي متطلبات المستقبل الجديد وتجاري تحدياته: «بدأت أبحث كتير وقريت كتير جدا عن طرق التربية المختلفة وأحاول أنتقي أفضل حاجة منها»، ما مكنها بعد الزواج والإنجاب من تحضير نفسها جيدًا لدورها كأم مسؤولة تجاه أبنائها.

منذ السنوات الأولى لطفليها، بدأت «إيمي» في تزويدهما بالمصطلحات الإنجليزية، ومهارات الكومبيوتر، إلى جانب تعليمهما العلوم المختلفة بطرق مبسطة تناسب أعمارهما وتعتمد على اللعب و«الانبساط» وهو ما يحتاجه الأطفال في هذا السن، ثم تعليمهما لغة البرمجة بدءًا من السنة الرابعة أو الخامسة من عمرهم، معتمدة في ذلك على مجهودها الذاتي وبحثها، وأحيانًا متابعة بعض القنوات على موقع «يوتيوب» والمخصصة في تعليم لغة البرمجة للأطفال: «الناس كانت بتقول لسه بدري عليهم علشان يتعلموا الحاجات دي.. بس ده غلط لأن الطفل ممكن يتعلم أي حاجة طالما هتقدمها له بالطريقة اللي تناسب عقليته ويحبها، وأكبر دليل على كده تعامل الأطفال مع السمارت فون».

أبناء ينجحا في تصميم روبوت بفضل البرمجة

كما حرصت أيضًا على دعم الهوية لديهما بالطريقة نفسها، من خلال التردد على المناطق الأثرية والمتاحف وقراءة التاريخ ومعرفته بشكل عملي بعيدًا عن محدودية صفحات الكتب، واهتمت بغرس القيم الإنسانية وحب الخير لديهما واحترام الآخر: «بعلمهم يحترموا نفسهم ويحبوها ويحترموا الآخرين ويحبوهم، وكمان يتعلموا ويعلموا اللي حواليهم»، ورغم ذلك المجهود الشاق الذي ما زالت تبذله في إعداد طفليها من الناحية التكنولوجية والعلمية والإنسانية، إلا أنها سعيدة بذلك وتتأكد يوميًا من سيرها على الطريق الصحيح كلما رأت إنجازات طفليها.

«الحمد لله دلوقتي ولادي أتقنوا الإنجلش واتعلموا البرمجة وكمان بيحاولوا يبسطوها ويعلموها لباقي الأطفال من خلال قناة على اليوتيوب علشان يفيدوا غيرهم زي ما هما استفادوا، وكمان بشاركوا في مسابقات محلية وعالمية وفازوا فيها»، هكذا جنت «إيمي» ثمار جهودها، إذ تمكن طفليها من تصميم عدة روبوتات من خلال البرمجة، لذا تتمنى مساعدة كل الأمهات على تربية أطفالهن بهذه الطريقة التي اختبرت نتيجتها بنفسها، أملا في تغيير طريقة التعلم في العالم كله: «أي تغيير لازم يبدأ من الأساس اللي هما الأطفال، ولازم نديهم وقتنا واهتمامنا ووجودنا الحقيقي».