يحاول العلماء حاليًا استغلال قوة الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، وخاصة في اكتشاف مرض السرطان ولكن هذه المرة عمل الخبراء على تطوير حاسبة حديثة لمحاولة التنبؤ في كم عام يمكن لمريض السرطان أن يبقى فيه على قيد الحياة، وذلك عن طريق توفير تقديرات دقيقة جدًا لتوقعات العمر لمرضى سرطان الثدي والغدة الدرقية والبنكرياس، ويذكر أن عبر التاريخ كانت التوقعات يتم حسابها بناء على مرحلة المرض.
حاسبة بمعايير مختلفة عن السابق
قال الباحث الرئيسي للدراسة والباحث السريري في برامج السرطان بجمعية السرطان الأمريكية الدكتور لورين جانشيفسكي في بيان «هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على نجاح البقاء على قيد الحياة للمرضى بعيدًا عن معايير مرحلة المرض الخاصة بهم، لذا سعينا لتطوير حاسبة نجاح البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان».
دراسة أجريت على بيانات أكثر من 400 ألف مريض وعلى مجموعة من البيانات الضخمة لمرضى السرطان، تم اختبار هذه الأداة الجديدة بهدف تقييم معدلات نجاح البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات، وبعد جمع البيانات من المرضى الذين تم تشخيصهم بتلك الأنواع من السرطان في عامي 2015 و2017، استطاع الفريق البحثي أن يستفيد من قاعدة بيانات السرطان ية «NCDB»، وهي مستودع واسع يحتوي على سجلات 72٪ من تشخيصات السرطان الجديدة في الولايات المتحدة.
وجرى تدريب خوارزميات التعلم الآلي على ثلثي هذه البيانات، مما سمح بتحديد الأنماط التي تربط بين السمات التشخيصية ومعدلات نجاح البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات، واستخدام البيانات المتبقية لتقييم دقة النموذج الأولى، وذلك كما جاء في موقع «Study Finds» للدراسات والأبحاث.
وشملت الدراسة بيانات أكثر من 250,000 مريضة بسرطان الثدي، و76,624 مريضاً بسرطان الغدة الدرقية، و84,514 مريضاً بسرطان البنكرياس، وكشفت البحوث أن مجموعة متنوعة من السمات المحددة المرتبطة بالمرضى والأورام والعلاجات تؤثر بشكل كبير على نتائج البقاء على قيد الحياة في جميع أنواع السرطان الثلاثة.
وأوضح الدكتور جانشيفسكي أن العديد من العوامل، مثل حجم الورم هي جزء من مرحلة السرطان التقليدية ومع ذلك، تؤكد نتائج الدراسة أن مجموعة أوسع من العوامل تؤثر على نجاح البقاء على قيد الحياة للمرضى بعيدًا عن مرحلة المرض فقط.
أداة لا تقدر بثمن للأطباء والمهنيين
يشدد الباحثون على تميز حاسبة وقت نجاح المريض في البقاء على قيد الحياة للسرطان، فهي تأخذ في الاعتبار علامات واضحة محددة للأورام وعوامل العلاج التي تؤثر في توقعات المرضى، وهو ما يغفله العديد من الأدوات الحالية، علاوة على ذلك فإنها تعتمد على مجموعة بيانات أكثر شمولًا، كما يتصور الفريق أن الأداة النهائية ستكون لا تقدر بثمن للمهنيين في مجال الرعاية الصحية، مما يضمن لهم تقديم تقديرات التشخيص الأكثر إبداعًا ودقة للمرضى، ومن المقرر عرض النتائج في المؤتمر السنوي لكلية الجراحين الأمريكية «ACS» في بوسطن.