ابتكر باحثون في فنلندا بياض بيض نباتي وصديق للبيئة باستخدام الفطريات، يمكن أن يوفر بديلاً لتربية الدجاج المكثفة، إذ توصلوا إلى ابتكار الـ«ovalbumin»، وهو البروتين الأساسي في بياض البيض، من «Trichoderma reesei»، أحد أنواع الفطريات المعروفة بتلويث الملابس.
يمكن أن يصبح «Ovalbumin» بديلاً مستدامًا لمسحوق بروتين بياض بيض الدجاج، وهو مكون يستخدم على نطاق واسع في صناعة الأغذية، كما وجد الباحثون أن مركبهم الجديد يقلل من متطلبات استخدام الأراضي بنسبة 90 % تقريبًا والغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 55 %، مقارنة بإنتاج بيض الدجاج العادي، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
أجرى البحث علماء في جامعة هلسنكي بالتعاون مع مركز البحوث التقنية VTT الفنلندي، ويقولون في ورقتهم: «يمكن أن يصبح الألبيومين الذي يتم إنتاجه باستخدام فطر Trichoderma reesei (Tr-OVA) بديلاً مستدامًا لمسحوق بروتين بياض بيض الدجاج، ولكن على الرغم من أن هذا النهج يمكن أن يولد الألبومين البيضاوي على نطاق تجريبي، إلا أنه لم يتم استكشاف الآثار البيئية للإنتاج على نطاق صناعي بعد».
طريقة إنتاج بياض البيض من الفطريات
لصنع البيض الجديد، بدأ الباحثون تحديد الكود الجيني للألبومين البيضاوي، الذي يمثل نحو 54 % من إجمالي بروتينات زلال البيض، والمعروف باسم بياض البيض، وتم إدخال الجين الذي يحمل مخططات الألبيومين البيضاوي بواسطة أدوات التكنولوجيا الحيوية الحديثة في الفطر، والذي بعد ذلك أفرز نفس البروتين الذي ينتجه الدجاج، ثم تم بعد ذلك فصل بروتين الألبومين البيضاوي من الخلايا وتركيزه وتجفيفه لتكوين المنتج النهائي بشكله الشبيه بالكريمة.
قارن الباحثون أيضًا تأثيرات إنتاج بروتين بياض بيض الدجاج الصناعي بطريقتهم مع إنتاجه بطريقة طبيعية من الدجاج، ووجدوا أن منتجهم خفض معظم التأثيرات المرتبطة بالزراعة، مثل الاحتباس الحراري واستخدام الأراضي.
فوائد البيض الصناعي الصديق للبيئة
وقالت ناتاشا يارفيو من جامعة هلسنكي: «قلل الألبومين البيضاوي المنتج من الفطريات من متطلبات استخدام الأرض بنحو 90% والغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 31 إلى 55% مقارنة بإنتاج نظيره القائم على الدجاج، وفي المستقبل، عندما يعتمد الإنتاج على طاقة منخفضة الكربون، فإن التخمير الدقيق لديه القدرة على تقليل التأثير السلبي بنسبة تصل إلى 72%».
في عام 2020، بلغ الاستهلاك العالمي من بروتينات البيض حوالي 1.6 مليون طن، ومن المتوقع أن يزداد هذا في السنوات القادمة، مما يزيد الأمر سوءًا، علاوة على ذلك، أدى الاستزراع المكثف للدجاج إلى تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ من خلال عملها كمستودع مهم لمسببات الأمراض البشرية.