ابتكار روبوت جديد
في طفرة تكنولوجية تتعلق باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، الآن سيتمكن الجراحين من إجراء عملياتهم ليس فقط باستخدام أيديهم، لكن أيضًا باستخدام أقدامهم، وتم إعلان ذلك بعد أن قدم فريق بحث سويسري، أول نظام قادر على تسهيل جراحة المنظار بأربعة أذرع، فيسمح النظام المبتكر للجراحين، بالتحكم في ذراعين إضافيين، باستخدام أدوات تحكم، تعمل بالقدم، تتمثل في مساعدات روبوتية، تعمل بالذكاء الاصطناعي، وهو ما سيحدث زلزالاً في مجال جراحة المناظير.
جراحة المنظار بالتحكم في القدمين مع اليدين
أعلن الفريق البحثي، أنه جرى تطوير النظام من جامعة الأبحاث السويسرية EPEL، الذي يسلط الضوء على تزويد إمكانيات الجراحين بالسيطرة على ذراعين إضافيين، يجري التحكم فيها باستخدام حساسات لمسية للقدم.
وأكدت النتائج المنشورة في المجلة الدولية لأبحاث الروبوتات، جدوى ذلك النظام، إلى جانب قدرته على تقليل عبء العمل على الجراحين، مع مزيد من الدقة، وبالفعل تلقى متخصصون في الجراحة تدريبًا ناجحًا على النظام الجديد، بينما تجري التجارب السريرية في جنيف.
يذكر أن تم تطوير هذا النظام الرائد بالتعاون بين مجموعة البحث REHAssist وخوارزميات التعلم ومختبر الأنظمة (LASA)، وفريق بحثي يتكون من طلاب الدكتوراه جاكوب هيرنانديز ووليد أمنهود، ويتضمن النظام المبتكر التلاعب بكل يد من أيدي الجارح بأداة بينما تقوم إحدى القدمين بتشغيل المنظار بينما تدير الأخرى الأداة.
ويعتبر التحكم المشترك بين الجراح والمساعدين الروبوتيين هو أحد الابتكارات الرئيسية للنظام، ففي إطار التحكم الذي طوره الباحثون يعمل الجراح والروبوتات معًا في مساحة عمل متزامنة، مما يفي بمتطلبات الدقة والسلامة الحاسمة في الجراحة التنظيرية.
فوائد النظام الجديد للجراحين
قال محمد البوري رئيس مجموعة REHAssist في بيان صحفي، إن «تقدم المحركات في دواسات القدم، ردود فعل لمسية للمستخدم، وتوجه القدم نحو الهدف، كما لو كانت تتبع مجال قوي غير مرئي، وتتحكم أيضًا في القوة والحركة، لضمان أن حركات القدم الخاطئة لا تعرض المريض للخطر»
كما أشار البوري، إلى أنه يزود نظامنا، الجراحين بإمكانيات جديدة لإجراء عمليات تنظير البطن بأربعة أيدي، ما يسمح لجراح واحد، بأداء عملية عادة يتم إجراؤها بواسطة شخصين وأحيانًا ثلاث.
وذكر البروفيسور أود بيلارد رئيس مؤسسة LASA أن «التحكم في أربعة أذرع في وقت واحد، بالإضافة أن التحكم يتم بواسطة القدمين بعيد كل البعد عن النظام الحالي وقد يكون متعبًا للغاية، ولتقليل مستوى التعقيد في التحكم تساعد الروبوتات الجراح بفعالية من خلال تنسيق حركاته مع الجراح من خلال التنبؤ النشط لنية الجراح والتتبع البصري التكيفي لأدوات المنظار بالكاميرا»
وأضاف البوري، عن فوائد ذلك النظام، أنه من خلال دمج المساعدين الروبوتيين الذين يتم التحكم بهم واستراتيجيات التحكم المشتركة، فيتم الحد من العبئ العقلي والبدني على الجراح ومن المفترض أن تتحسن النتائج الجراحية.
كما قال الدكتور إنريكو بروينيمان، الذي شارك في التجارب بالتعاون مع المؤسسة السويسرية للابتكار والتدريب، في الجراحة «SFITS»، إن فكرة استخدام قدم الجراح بنشاط لإجراء جراحة بمساعدة الروبوت، فكرة جيدة للغاية، وهي بالتأكيد مهارة قابلة للتعلم، كما أود أن أراها مطبقة في غرفة العمليات في القريب العاجل، وستكون بمثابة قمرة قيادة بعيدة عن المريض.