مجرد رقم حصل عليه إبراهيم زايد، في الثانوية العامة، حدد مستقبله بدخوله كلية الحقوق، ولأن ذلك عكس رغبته عزم على تغيير قدره بالعمل في مهنة أجداده، ليجد باباً مغلقاً يفتح له من جديد ليبدأ حياة مهنية ويصبح له كيانا، ليعلي شأن عائلته في حي الحسين.
تخرج «ابراهيم» في كلية الحقوق حيث كانت الدراسة فيها رغماً عنه، فلم يبقى أمامه اختيارات كثيرة بسبب حصوله على درجات قليلة في امتحانات الثانوية العامة، ولم يجد أي فرصة في رحلة البحث عن وظيفة بشهادته: «كنت بذاكر بس عشان أعدي السنة لأني مكنتش حابب دراسة الحقوق، دخلتها بناءاً على مجموعي، وكنت فاكر إني لما أتخرج ممكن ألاقي شغل بس الواقع طلع أصعب بكتير».
اتجه «إبراهيم» للعمل في مهنة أجداده
يعيش «إبراهيم» في منطقة زهراء المعادي بمحافظة القاهرة، واقترح عليه والده العمل معه في مهنة أجداده ويدخل عليها أفكار الشباب، ووافق صاحب الـ 26 عاماً على العمل في وظيفة عائلته التي بدأت منذ عام 1936 في حي الحسين: «عندنا محلين و15 مصنع بنعمل حاجات معمولة من الصدف، زي براويز إسلامية ومصاحف وعلب مناديل وتابلوهات والطاولات والشطرنج وصواني للعرسان وأطقم مكتب، وصناديق كبيرة بيشتريها الناس اللي في الخليج عشان يحطوا فيها مصليات، وهدايا، وممكن ياخدوا كميات كبيرة من العلب الصغيرة».
فروق جوهرية لاختلاف نسبة الصدف
يحكي «ابراهيم» تفاصيل العمل بالأصداف وعن استخراجها من البحار وقلة وجودها، لذلك تختلف كميتها، مما يترتب على ذلك تفاوت الأسعار حسب كمية الصدف الموجود في الأشياء المصنعة: «فيه حاجات مصنوعة من الصدف 100% ودي أغلى حاجة، وفيه بنسبة 50% لحد 10% صدف، والنسبة الباقية بتبقى عبارة عن خامة بلاستيك أحنا بنعملها في مصانعنا بتبقى واخدة لون الصدف، وطبعا بنقول للزبون وهو حسب إمكانياته بيختار، وكمان عاملين زوايا كل نسبة مع بعض واللون بيفرق، فعندنا الناس كلها بتشتري لأن التسعيرة مش موحدة».
وبحسب الشاب العشريني، هناك مواسم في السحب ففي شهر رمضان ومناسبات الأعياد يزداد الطلب على المصاحف والبراويز الإسلامية، أما بقية شهور السنة تعلو مبيعات الطاولات والشطرنج والعلب باختلاف أحجامها، بحسب كلامه.