أسطورة الروك العالمي بروس سبرينغستين
تصيب قرحة المعدة، ما لا يقل عن 4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، وتشير الإحصائيات إلى أن ما بين 5 إلى 105 من الأشخاص حول العالم معرضين للإصابة بقرحة المعدة خلال حياتهم، وفقا للمعاهد ية للصحة في أمريكا.
ولم يفلت أسطورة الروك العالمي بروس سبرينجستين، معانة قرح المعدة، إذ اضطر إلى تعليق جولته الغنائية خلال شهر سمبتمبر الجاري، بعد إلغاء حفلتين في أغسطس الماضي، بسبب إصابته بقرحة في بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة.
قرحة المعدة تضرب أسطورة الروك سبرينجستين
وأصيب متابعي سبرينجستين، بحالة من الحزن لمرضه، خاصة أن نجمهم المفضل يتمتع بقدرة استثنائية على التحمل، إذ تمكن خلال حفل غنائي عام 2016، من أداء 34 أغنية على مدار 4 ساعات، وفقا لصحيفة «التليجراف» البريطانية.
ويخضع أسطورة موسيقى الروك الملقب بـ«الزعيم»، البالغ من العمر 73 عاما، للعلاج في الوقت الحالي، وينتظر حتى يكون بصحة جيدة بما يكفي لمواصلة الغناء في كندا، نوفمبر المقبل، بحسب ما نشير على حسابه الشخصي على موقع «x»، أمس الخميس.
وقال الدكتور أحمد البوسودا، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى الأميرة جريس في لندن، إن حالة مغني الروك الشهير خطيرة، بسبب تقدمه في العمر، وتجاوزه 70 عاما، إذ تختلف بطانة معدة كبار السن ليصبح تجديدها وفسيولوجيتها أضعف وأكثر هشاشة.
وأضاف لصحيفة «تليجراف»، أن بطانة المعدة تتغير بشكل مستمر طوال حياة الإنسان، ليحصل على معدة جديدة كل أسبوعين لمقاومة البيئة الحمضية، وعندما تتحلل هذه البطانة لأسباب مختلفة، فإنها تؤدي إلى تكوين قرحة.
أسباب الإصابة بقرحة المعدة
وفرق «البوسودا» بين نوعين رئيسيين: قرحة المعدة، التي تحدث في داخل المعدة، وقرحة الاثني عشر، التي تتكون داخل الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، مشيرا إلى أنه أحد العوامل التي تساهم في الإصابة بقرحة « سبرينجستين»، قد تكون الضغط الناتج عن الرحلات، إذ يسبب الإجهاد في بعض الأحيان في منع تجديد بطانة المعدة، إضافة إلى تأثير نمط الحياة غير الصحي مثل تخطي وجبة الإفطار والتدخين وتناول المسكنات لفترات طويلة.
وأوضح جاي بلاكشو، استشاري جراحة الجهاز الهضمي العلوي في «باير هيلث كير» المختصة بالبحوث والصناعة الدوائية بالمانيا، أن هناك عددا من الأشخاص يتناولون كثير من مسكنات الألم، بسبب التهاب المفاصل، ثم يصابون بمرض القرحة الهضمية، وفقا للصحيفة البريطانية.
من أبرز أسباب الإصابة بقرحة المعدة الأكثر شيوعا، الإصابة ببكتيريا جرثومة المعدة (H. pylori)، التي تعيش في المعدة، إذ أن الإصابة بها في وقت مبكر من الحياة، يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالقرحة، وكشف «البوسودا»، أنواع متعددة لجرثومة المعدة، وبعضها أكثر عدوانية، فمجرد إصابة الشخص بالتوتر تصبح بطانة المعدة أضعف وأكثر عرضة للإصابة بالمزيد من القرح.
أعراض قرحة المعدة
أشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن الأعراض لا تظهر على جميع المصابين، لكن تبقى الأعراض الأكثر شيوعا هي: ألم حارق في المعدة مصحوبا بالانتفاخ والتجشؤ وحرقة المعدة والغثيان وعدم تحمل الأطعمة الدهنية، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن ينتهي الأمر بالأشخاص إلى تقيؤ الدم أو إخراج براز يحتوي على دم داكن، وكلاهما علامة على المضاعفات.
آلام بمنطقة عضمة القص والسرة، أبرز ما يشعر به مريض قرحة المعدة، بحسب ما أكده الدكتور محمد عز العرب استشاري الباطنة والكبد والجهاز الهضمي ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، في حديثه لـ«»، مفرقا بين آلام مريض قرحة المعدة التي تصاحب تناول الطعام، وهو ما يفقده الرغبة في الأكل، خاصة مع شعوره المستمر بالغثيان، وآلام قرحة الأثنى عشر، التي تصيب المريض في حال عدم تناوله الطعام وتقل بتناوله للطعام، وهو ما يفسر سبب اكتساب مرضى قرحة الأثنى عشر الوزن الزائد، نتيجة كثرة تناول الطعام.
وقد يصاحب مرض الإصابة بقرحة المعدة بعض الأعراض الاخرى مثل القئ والقئ الدموي الناتج عن التهاب غشاء بريتوني حاد أو ثقب المعدة، بحسب ما أكد «عز العرب»، مشيرا إلى عدم وجود علاقة بين الإصابة بارتجاع المرئ وحموضة المعدة وبين الإصابة بقرحة المعدة.
وكشف استشاري الباطنه والكبد والجهاز الهضمي، أن 90% من إصابات قرحة الأثنى عشر تكون نتيجة الإصابة بجرثومة المعدة، وقد يرجع السبب لاستعداد وراثي وقلة الإفراز لمادة الحماية التي تغطي جدار المعدة، ما يزيد من احتمال حدوث قرحة المعدة، محذرا من التوتر والضغوطات العصبية التي تزيد من احتمالية إصابة الإنسان بالقرح، سواء المعدة أو الأثنى عشر.
وتابع «عز العرب»، بأن اكتشاف قرحة المعدة يكون عن طريق المنظار، وتبدأ الإصابة بالتهاب بالمعدة، يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالتقرح، وقد يكون سبب الإصابة لدى كبار السن، هو الاصابة بسرطان المعدة، ما يستدعي ضرورة أخذ عينات لتحديد الأنسجة وتحديد العلاج، حسب الحالة المرضية، مشددا على أهمية طلب المشورة الطبية والابتعاد عن العلاج عن طريق الإنترنت.
ولفت إلى ضرورة تناول الأكل الخفيف، والابتعاد عن الدسمة والحارة، وأن تتسم المأكولات باللين، مع الأخذ بالاعتبار أن تكون المأكولات في درجة حرارة الغرفة، إذ أن المأكولات الباردة ينتج عنها انقباض الاوعية الدموية والمغذية للغشاء المخاطي، كما أن الاطعمة الساخنة تسبب الضرر للغشاء المخاطي.