رغم التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم حاليًا، إلا أن ما يقرب من ثلث سكان العالم مازالوا محرومين من خدمات الإنترنت، وسط تباطؤ في وتيرة الاتصالات الجديدة، وهو ما أكدته الأمم المتحدة في إحصائية حديثة نشرتها قبل ساعات، أظهرت أن سكان القارة الأفريقية هم الأكثر حرماناً من بين هؤلاء.
ثلث سكان العالم محرومون من الإنترنت
أكدت الأمم المتحدة، في أحدث احصائياتها، أن نحو ثلث سكان العالم محرومون من الإنترنت، وسط تباطؤ في وتيرة الاتصالات الجديدة، حيث ذكر الاتحاد الدولي للاتصالات، في بيان له، أن 5.3 مليار شخص حول العالم يتمتعون حالياً باستخدام الإنترنت، وبينما لا يزال النمو مشجعاً، فإنه وفي ظل غياب استثمارات جديدة في البنية التحتية، وزخم جديد لاستقطاب مهارات رقمية جديدة، يشير الاتجاه إلى أن فرص ربط كل سكان العالم من خلال الإنترنت بحلول عام 2030، تقل بشكل متزايد، وفقاً لما أوردت «سكاي نيوز العربية».
وأشار البيان الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، إحدى الهيئات التابعة للأمم المتحدة، إلى أن غير القادرين على الوصول للإنترنت في عام 2019، قبل «جائحة كورونا»، كان يُقدر عددهم بنحو 3.6 مليار شخص، وعام 2021 تراجع عددهم إلى 3 مليارات شخص، بينما بلغ عددهم هذا العام حوالي 2.7 مليار شخص.
ووفقًا لِما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن الأمين العام لاتحاد الاتصالات، هولين جاو، فقد شدد على أنه بالرغم من كون هذا الأمر أعطى دفعة قوية من حيث الاتصال، إلا أنه يجب الحفاظ على تلك الوتيرة، لضمان وصول الإنترنت إلى جميع السكان، والاستفادة من الخدمات الرقمية، بقوله: «لن نتمكن من تحقيق ذلك الأمر، إلا من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات في الشبكات، والتقنيات الرقمية، بالإضافة إلى تشريعات مستوحاة من أفضل النماذج وعمليات التدريب».
عدم وصول الإنترنت إلى كافة سكان العالم
وأوضح الاتحاد الدولي للاتصالات أن السبب في عدم وصول الإنترنت إلى كافة سكان العالم، يمكن تلخيصه في عقبتين رئيسيتين، وهما أن السكان الذين ما زالوا محرومين من الإنترنت هم أيضاً أكثر السكان الذين يصعب الوصول إليهم، لافتاً إلى أنه غالباً ما يتم التقليل من شأن العقبات، مثل الافتقار إلى الثقافة الرقمية، أو حتى الحواجز الثقافية واللغوية، وسرعات الاتصال البطيئة للغاية، والأسعار الباهظة للمعدات والاشتراكات، إلى جانب النقص أحياناً في النفاذ إلى الكهرباء ومصادر الطاقة.
ووفقاً لما أوضحته الإحصائية، التي نشرتها الأمم المتحدة، فإن أفريقيا لا تزال الأقل اتصالاً بين مناطق الاتحاد الستة، مع وجود حوالي 40% من السكان يتمتعون بخدمات الاتصال بالإنترنت، بينما يبلغ هذا المعدل في البلدان العربية 70%.
وأظهر البيان أن معدل انتشار الإنترنت ارتفع من 61% في عام 2021 إلى 64% هذا العام، بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، بينما تسجل الأمريكتان ورابطة الدول المستقلة وأوروبا معدلات تزيد على 80%، بينما تأتي قارة أوروبا في المرتبة الأولى، حيث بإمكان 89% من سكانها الاتصال بالإنترنت.