| «ارحموني من نومة الشارع».. رحلة «علي» من «اللفة» إلى العيش تحت الكباري

«كتر خير كباري بلدنا سقف للغلبان».. كوبليه من أغنية للمطرب أحمد ناصر، يعبر عن حال المشردين في الشارع، من بينهم الشاب علي فوزي، 21 عامًا، الذي قضى سنوات من حياته يعيش أسفل الكباري، فمنذ 4 أيام ينام أسفل كوبري «ستانلي» بمحافظة الإسكندرية، على فرشة بسيطة قريبة من البحر، يتجمع حولها الكلاب في أثناء نومه.

قصة «علي»، بدأت بعد أيام من ولادته، حين عثر عليه بجانب مستشفى كفر الزيات العام، وبعدها قضى سنوات حياته في دار أيتام بمدينة طنطا في محافظة الغربية، وسط حوالي 150 طفلا غيره، وبعد أن كبر بدأ يتساءل «أين أهلي؟»، فأجابته صاحبة الدار قائلة: «لو عرفت أهلك هتعيط».

«أول ما فتحت عيني على الدنيا لقيت نفسي متربي في دار أيتام، بين 150 أخ وأخت، ولما كبرت سألت صاحبة الدار أنا مين واسمي ايه، وايه اللي جانبي هنا، بوست إيديها عشان أعرف لكن مرضتش تقولي حاجة»، بحسب ما قاله «علي»، لـ«»، موضحًا أنه خرج من الدار عند بلوغه 18 عامًا، وحكى قصته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ونجح في الوصول إلى حقيقته، عندما تواصلت معه ابنة الشخص الذي عثر عليه أمام المستشفى، وتقابل معه بالفعل وحكى له القصة.

مأساة «علي» بعد خروجه من الدار

حياة «علي»، تدهورت عند خروجه من دار الأيتام؛ إذ أنه في الـ6 أشهر الأولى عاش تحت أحد كباري طنطا، حتى تعرف على صديق ساعده في فرصة عمل بـ«كافتيريا»، لكن المقابل هو أن ينام في المكان فقط، دون آخر مادي يأخذه كل شهر.

علي: ارحموني من نومة الشارع

ظل علي في شوارع طنطا عدة أسابيع، لا يعرف أحدًا سوى من كانوا معه في الدار، الذين سلكوا طرقا إجرامية منها تجارة المخدرات، وعندما طلبوا منه العمل معهم، ترك المدينة بأكملها ليعيش الآن تحت كوبري «ستانلي»: «ببدأ يومي بالمشي شوية وبعدين أروح المسجد استحمى، وبخاف وأنا نايم الكلاب تعضني، بتمنى ألاقي شغل بدون استغلال، ارحموني من نومة الشارع».