رأى أستاذ واستشاري الأطفال والغدد الصماء والسكري البروفيسور عبدالمعين عيد الآغا، أن استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية وتحديداً الألعاب الإلكترونية ضاعف زيادة أوزانهم نتيجة الخمول والكسل وعدم الحركة، مبيناً أن زيادة الوزن تدريجياً والوصول إلى السمنة يزيد من فرص التعرض لداء السكري «النوع الثاني».
التوعية مسؤولية مشتركة
وأوضح في حديث إلى «»، أن تكريس الوعي الصحي بداء السكري «النوع الثاني» عند الأطفال اليافعين والمراهقين المصابين بالسمنة مسؤولية الجميع، وخصوصاً الأسرة والأطباء المعالجين وأطباء التغذية العلاجية الذين يشخصون حالات السمنة عند الأطفال ويعالجونهم عبر البرامج الصحية لإنقاص الوزن.
أخطر المشكلات الصحية
وقال: لا بد أن يدرك الأطفال الذين يعانون من السمنة، مخاطر زيادة الوزن وأهمية علاجها؛ لمنع التعرض لأهم مرض مرتبط بالسمنة وهو داء السكري «النوع الثاني»، لافتاً إلى أن الثقافة السكرية غائبة في مجتمعنا، وهو ما أدى إلى تعرض الكثير من الأطفال الذين يعانون من السمنة إلى الإصابة بداء السكري، إذ إن البدانة لدى الأطفال واليافعين تمثّل إحدى أخطر المشكلات الصحية حالياً، فلا بد من التوعية الصحية لتحديد الاختيار وتنظيم الغذاء.
أسباب زيادة الوزن
ولفت إلى أن هناك علاقة طردية بين تعدد الأجهزة الإلكترونية المستخدمة، وفرص زيادة الوزن، فوفقاً لدراسة أمريكية حديثة تحذر من كثرة استعمال الهواتف وأجهزة الحاسوب والوسائط الرقمية، وتربط بينها وبين المعاناة من السمنة، لاحظ الباحثون في الدراسة أن الأشخاص الأكثر تفاعلا مع الأجهزة الإلكترونية المختلفة، يعانون من ارتفاع بمؤشر كتلة الجسم، ونسب أعلى من الدهون في أجسادهم، الأمر الذي يزيد من قوة العلاقة بين استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وبين المعاناة من السمنة بدرجاتها المختلفة.
السمنة وعوامل الخطورة
وبين أن عوامل الخطورة تتمثل في النظام الغذائي، مثل: اختيار الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات بدلا عن الخيارات الصحية، قلة النشاط البدني، استخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية لساعات متواصلة، النمط الغذائي لدى الأسرة التي تعاني زيادة الوزن، بعض الاضطرابات الجينية النادرة.
نصائح وقائية مهمة
واختتم البروفيسور الآغا بالقول: لا بد من اتباع التعليمات الغذائية، وتشمل تغيير السلوك الغذائي للطفل، تعويد الطفل على عادات غذائية صحية، الابتعاد عن استخدام طريقة المكافأة والعقاب بالطعام، تجنب المشروبات المُحلية، والمشروبات الغازية، تقليص عدد الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، تجنب تناول الوجبات الغذائية أمام التلفاز أو شاشات الألعاب الالكترونية؛ لارتباطها باستهلاك كميات كبيرة من الطعام وبنهم سريع، تشجيع الطفل ومكافأته عند التزامه بالعادات الصحية، تشجيع الطفل والابتعاد عن الانتقاد الدائم له، تنظيم وجبات الطفل وفق جدول زمني مناسب، إذا كان الطفل من محبي الحلويات فيمكن تعلم طرق لصنعها في المنزل لجعلها قليلة الدهون والسعرات الحرارية، مزاولة النشاط البدني يومياً لمدة 60 دقيقة، على أن يكون من النوع متوسط القوة، مثل: لعب كرة القدم، أو السباحة، وحث الطفل وتشجيعه على القيام به.
أما علاج الطفل السمين وراثياً فيكون بثلاثة خيارات علاجية رئيسة لعلاج السمنة الوراثية وهي: التدخل في نمط الحياة، والعلاج الدوائي، والجراحة، حيث إن الهدف من هذه العلاجات هو إنقاص الوزن، والحفاظ على هذا الوزن على المدى الطويل، ويتم ذلك تحت إشراف طبي.