| استشاري نفسي يشرح «اكتئاب ما بعد التريند»: «حالة من الفزع والقلق»

صدمة كبيرة يتعرض لها الشخص بعد أن يختفي من التريند؛ إذ أنه ظل فترة محاطًا بالأضواء من كل جانب ومحل حديث الكثيرين، وفجأة يجد كل ذلك يتهاوى من حوله تباعًا وعاد وحيدًا مجهولًا، ما يعرضه لمشاكل واضطرابات نفسية كبيرة، قد تصل إلى الاكتئاب؛ لذا نوضح في السطور التالية «اكتئاب ما بعد التريند».

قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، في تصريحات لـ«»، إن تصدُر الشخص للتريند يعود عليه بعدة مكاسب نفسية ووجدانية، أهمها تعزيز ثقته في نفسه وتعزيز صورته الذهنية، بالإضافة إلى شعوره بالكفاءة الاجتماعية، وأنه قادر على تغيير المزاج العام لدى الكثير من الناس، مضيفًا أن هناك أشخاص كثيرين يعانون من الهشاشة النفسية والوحدة الاجتماعية وعدم التوافق مع الآخرين، وأنهم يجدون في التريند السبيل للتخلص من تلك النواقص وتفاديها، ما يجعلهم يهرولون إليه.

اكتئاب ما بعد التريند

وعلى الرغم من تلك المكاسب النفسية والوجدانية التي يحققها التريند لمن يتصدره، إلا أنها لا تمثل سوى لذة مؤقتة، بحسب تأكيد «هندي»، الذي أوضح أن غياب التريند وفقدان هذا الشخص لتلك المكاسب يعرضه إلى الإصابة باكتئاب ما بعد التريند؛ نتيجة لاختفاء الأضواء عنه بشكل مفاجئ وعدم الاهتمام لحديثه وأفعاله: «بيفوق على حجمة الحقيقي وضئالته، ويبتدي يحس أنه إنسان مهمش ومعدوم»، مضيفًا أن من الأسباب التي تعزز الإصابة باكتئاب ما بعد التريند هي سخرية الناس من هذا الشخص ونعته بألفاظ سيئة، لافتًا إلى أن أضرار السقوط عن التريند تمتد إلى حدوث اختلال عام في جودة الحياة؛ لكون هذا الشخص تذوق رفاهية الحياة والعيش ببذخ خلال فترة معينة، ثم عاد بعدها إلى حالته الأولى.

كما أوضح استشاري الصحة النفسية، أن هناك عدة أعراض تلازم الإصابة باكتئاب ما بعد التريند، منها الشعور بالغضب لأتفه الأسباب، وانسحاب اجتماعي وتجنب التعامل مع الناس لكونه متوقعًا التجاهل، وإهمال النظافة الشخصية، بالإضافة إلى غياب الضحكة، واختلال في الساعة البيولوجية، والخوف من تصفح منصات الـ«سوشيال ميديا»، وفقدان الثقة بالنفس، إلى جانب اضطرابات في التفكير، وحالة من الفزع والقلق أثناء النوم: «يصحى كل شوية يشوف في حد عمل لايك على كلامه وشيَّر الفيديو بتاعه ولا لأ».

نصائح لتجنب الوقوع في فخ «هوس التريند»

وقدم «هندي»، في نهاية حديثه، عدة نصائح لمن يهرولون وراء التريند؛ لعدم سقوطهم في هذا الفخ النفسي، الذي يعزز إصابتهم بالاكتئاب، وهي:

– التعامل مع الإنترنت على حقيقته كعالم افتراضي.

– التعامل مع الواقع كما هو، وبالبحث عن التطوير والتأثير في الآخرين على أرض الواقع.

– البحث عن هدف جيد وبناَّء يعيشون من أجله.

– ممارسة الهوايات والأنشطة المختلفة مثل ممارسة الرياضة أو الخروج مع الأصدقاء، وعدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كامل في الترفيه.