اضطراب القلق العام
القلق والتوتر من أصعب الاضطرابات النفسية التي تصيب الإنسان نتيجة تعرضه لضغوطات الحياة، وعلى الرغم من أنها مشاعر طبيعية، إلا أنه في بعض الأحيان تكون أشبه بحالة مرضية وتسبب للشخص إزعاجًا شديدًا وتعوقه عن أداء الكثير من أعماله؛ لذا نوضح في التقرير التالي مفهوم اضطراب القلق العام وأعراضه، مع تقديم عدة نصائح للتخلص منه.
سبب الإصابة بمتلازمة القلق
ذكر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن القلق والتوتر متلازمتان سلوكيتان تصيب الإنسان من وقت لآخر في حياته، لا سيما في ظل تعرضه لضغوطات الحياة، حتى وإن كانت إيجابية مثل الإقبال على الزواج أو الإنجاب؛ إذ إن الشخص ينتابه القلق حينها نتيجة لإقباله على دخول مرحلة جديدة في حياته.
وأوضح «هندي» خلال حديثه لـ«»، أن هناك فرقاً بين القلق كـ«سمة»، والقلق كـ«حالة»، مشيراً إلى أن الأول يعني أن هذا الشخص بطبعه قلوق متوتر يميل إلى الخوف في كل الأوقات، والآخر يعني مشاعر القلق التي تنتاب الشخص نتيجة تعرضه لموقف أو ظرف معين، وهو شيء طبيعي لا مشكلة فيه.
اضطراب القلق العام
ولفت استشاري الصحة النفسية إلى أن القلق كـ«سمة» أو الخوف المرضي، أو كما يُعرف بـ«اضطراب القلق العام» يعد أحد الاضطرابات النفسية التي تؤذي الإنسان ويتبعها ظهور عدد من الأعراض الفسيولوجية، مثل جفاف الحلق، وخور الأعصاب، ورعشة اليدين، وزيادة معدل ضربات القلب، والتعرق الشديد، كما أنها تسبب بعض المضاعفات الصحية، مثل الشعور بالإجهاد العام واضطراب النوم، والوقوع في دوائر التدخين والإدمان.
وقدم «هندي» عدة نصائح سلوكية تساعد في التخلص من اضطراب القلق العام أو القلق المرضي، منها:
– حصر مسببات القلق ومحاولة تجاوزها والتعامل معها بهدوء، وهو ما يُسمى التدريب السلوكي: «لو الشخص بيخاف من الكلام قدام الناس يبدأ يتدرب على الكلام قدام المراية».
– التحصين التدريجي ضد القلق من خلال الغزو المعرفي والتجاسر على مسببات القلق والتقرب منها شيئًا فشيئًا: «لو بيخاف من الحشرات مثلًا يبدأ يقنع نفسه أنها مجرد حشرات ماتقدرش تؤذيه، ويبدأ يجيب مجسمات للحشرات دي ويمسكها لحد ما يتعود».
– الاستعانة بالمحيطين والمقربين وطلب المساعدة منهم لتبادل الأفكار حول مسببات القلق: «يتكلم مع الناس ويديهم فرصة يقنعوه أن اللي بيخاف منه ده مش حقيقي وأنه مفيش منه أي خطورة».
– إيجاد مصدر للتنفيس، مثل أكل التسالي كاللب والمكسرات.
– ممارسة الرياضة، وأبسطها رياضة المشي لربع ساعة يوميًا.
– الحرص على توفير طاقة إيجابية في المكان، سواء من خلال تربية حيوان أليف أو زراعة النباتات.
– ممارسة بعض تمارين وفنيات الاسترخاء.
ضرورة زيارة طبيب مختص
وأكد استشاري الصحة النفسية، أنه في حال فشل كل تلك الحيل السابقة فلا بد من زيارة طبيب مختص يضع للمريض برنامج إرشاد نفسي يُقلل من حدة القلق لديه.