بملابس غير مهندمة، وبمظهر بسيط لسيدة مصرية أصيلة، لا تطلب في حياتها سوى إسعاد أولادها، تتجول في قطارات الصعيد المتجهة إلى الوجه البحري والقاهرة، لبيع المناديل والكمامات، لطلب الرزق الحلال، والإنفاق على بناتها الأربع، وبالأخص علاج إحداهن من مرض السرطان اللعين، فهي أرملة منذ نحو 12 سنة.
مي عزالدين، التي لا تدري عدد سنوات عمرها، فهي تقطن في منطقة بولاق الدكرور، قالت خلال حديثها مع «»، إنها أم لاربع بنات يتامى، منهن واحدة مريضة بالسرطان، لذا فهي تسعى يوميًا، جاهدة، من أجل الكسب الحلال لتوفير نفقات علاج ابنتها المريضة، الذي يصل علاجها أسبوعيًا لمبلغ بهيظ، نظرًا لإمكاناتها المادية المحدودة، قائلة: «كل أسبوع بتصرف أكتر من 400 جنيه للعلاج والكيماوي، عشان كدا مقدرش في يوم مطلعش القطر اشتغل، يعني مين اللي هيصرف على اليتامى دول».
علاج ابنتها على نفقة الدولة مطلبها
بنبرة صوت يلين الحجر عند سماعه، تطلب «مي» علاج ابنتها على نفقة الدولة، نظرًا لغلاء العلاج والكيماوي، وتدهور الحالة الصحية لفلذة كبدها، «أنا بس لو ينفع حد من المسؤولين يشوف حالتها ويساعدني، أو يقدروا يعالجوها على نفقة الدولة، ربنا لوحده اللي يعلم بالظروف، أنا مش بلحق أشوف عيالي، طول النهار ببقا في الشغل والقطر ببيع المناديل».
بكلمات مليئة بالحزن، أشارت مي إلى أن عيشتها وحيدة وشريدة هي وبناتها، «أنا في الدنيا بطولي مليش قرايب وملناش حد يسأل علينا وياخد باله مننا من ساعة جوزي الله يرحمه ما مات، وبناتي ملهمش حد غيري، وبفضل أدعي وأقول يارب قدرني وخد بإيدي عشان خاطر اليتامى دول، احنا 5 ولايا ملناش غير ربنا في الدنيا دي».
تعيش الحياة من أجل بناتها
وبشكل يوضح مدى تعبها وإرهاقها، تأمل السيدة البسيطة مي في أن تمكث أمام باب منزلها في حارتها البسيطة، من أجل بيع اللب أو بضائع البقالة البسيطة، من أجل مراعاة بناتها والالتفات لمصلحتهن، «نفسي يبقا عندي مشروعي البسيط اللي أقدر أوفر منه تمن عيشتي أنا والبنات، مش عايزة حاجة غير إني أقعد بشوية لب ومناديل ولا أي حاجة قدام الباب في الشارع، عشان أبقا واخدة بالي من بناتي وأرعى مصالحهم، أنا بجري على لقمة عيشي بالحلال عشان خاطرهم».