على رصيف منطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة، يتواجد «عم سندوري»، رجل مسن يظهر على وجهه ملامح شقاء العمر وتعب السنوات، ينتظر من يجود عليه بأي أموال أو طعام يعينه على الحياة، بعدما تقدم في العمر بدرجة كبيرة، وأصبح غير قادر على مواصلة عمله في تصليح أقفاص الفاكهة وبيعها للتجار لإعادة استخدامها من جديد، على أمل أن يساعده ذلك في توفير إيجار غرفته البسيطة أعلى إحدى عمارات نفس المنطقة، إلى أن يلحق بزوجته التي رحلت عن دنيانا قبل 7 سنوات.
سندوري عبدالإله سيد، من مواليد 1953، ولد ونشأ في مركز الغنايم بمحافظة أسيوط، قبل أن يقصد محافظة المنيا الذي عمل بها لسنوات والتقى زوجته هناك، وبعد سنوات اتجها سويًا إلى محافظة الجيزة للعمل بهما بعدما ضاق الحال عليهما في المنيا: «كنت شغال في لم أقفاص الفاكهة وتصليحها وبيعها للتجار، والحمد لله كانت مستورة وماشية، لحد ما راحت الصحة ونظري ضعف، مش بشوف دلوقتي غير بعين واحدة».
الوحدة تفترس الرجل المسن بعد رحيل زوجته
لم يرزق «عم سندوري»، بأي أبناء، عاش حياته كلها في ونس زوجته، التي رحلت قبل سنوات، تاركة إياه لوحش الوحدة يفترسه: «كنت عايش أنا ومراتي، بنونس بعض وبناخد بحس بعض، لحد ما توفت»، ليلجأ بعدها الرجل المسن إلى غرفة بسيطة يعيش بها وحيدًا: «مبقاش عندي زوجة ولا عندي أولاد، ولا حتى معاش يغنيني عن سؤال الناس، وحتى الأوضة دي إيجارها 100 جنيه، فهعمل ايه، مفيش قدامي أي حل تاني».
«عم سندوري» يبحث عن دار رعاية
لا يحلم «عم سندوري» سوى بدار رعاية توفر له حياة كريمة في نهاية حياته، حتى يلحق بزوجته المتوفية: «مش عايز حاجة غير كده، الأوضة اللي عايش فيها مفيهاش غير بطانية، ولو مفيش دار رعاية اعملولي معاش، أنا مش حابب قعدتي على الرصيف، ولا عايز أمد ايدي لحد تاني».