تمر اليوم ذكرى ميلاد المفكر الدكتور مصطفى محمود، إذ ولد في 27 ديسمبر 1921، بمدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية، وله نتاج كبير من الأبحاث والكتب، تتنوع بين العلمية والفكرية والفلسفية والدينية والاجتماعية، منها كتاب «55 مشكلة حب»، الذي يتلخص حول أهم المشكلات التي تواجه المتزوجين وكيفية حلها، رغم أنه لم يكتب له التوفيق في الزواج مرتين.
قصة زواج الدكتور مصطفى محمود مرتين
قدم الكاتب محمد فوزي ملخصًا شاملا لحياة الدكتور مصطفى محمود في كتابه: «اعترافات مصطفى محمود»، و هي عبارة عن أسئلة طرحها عليه، يجيب عنها بكل صراحة، فيقول عن سبب فراق زوجته الأولى: «علاقة الحب الحقيقي الأول في حياتي لا أنساها حتى الآن.. فكنت أحبها بجنون، لكن جنون الحب هذا هو السبب الأول في إخفاقه»، موضحا أنه بسبب هذا الحب الزائد بدأت زوجته تغير عليه بشكل جنوني: «حدثت الغيرة القاتلة لهذا الحب الجنوني، والتي غالبًا ما كانت تنتهي بخلاف وخناقة كل مرة، وذهب كل واحد منا في طريق.. على الرغم من حبي لها حبا جنونيًا».
وفي المرة الثانية فكان زواجه من «زينب» التي تزوجت مرتين قبله، ثم آلت إليه بعد أن رأى أنها تحمل نفس الأهداف التي يحملها: «الشيء الجديد الذي أحببته فيها هو مسألة الدين، وأنها تفكر في نفس الهدف.. فكنت محتاجها لتقف بجانبي، لكن هذا الزواج استمر 4 سنوات فقط، ثم كان الطلاق».
وعن سبب عدم صمود هذا الزواج لأكثر من 4 سنوات، يحكي مصطفى محمود في اعترافاته، قائلًا: «لم تستطع زينب أن تثبت الزعم الذي قالته، واكتشفتُ أنها إنسانة عادية خالص، كانت تريد أن تعيش الحياة، وكانت حياتي قاسية جدًا عليها، فكيف تعيش معي في حجرة جامع، فالحياة أصبحت لا معنى لها في نظرى، مع أنها كانت تعلم ذلك من الأول، بل قالت إنها تحب هذه الحياة جدًا».
ويشير إلى أنها كانت امرأة مثقفة دينيًا ولكنها في النهاية هي امرأة عادية، تريد أن تعيش زوجة لكاتب كبير، وبهذا يحق لها أن تتردد على باريس ولندن وأوربا وتعيش حياة مرفهة، وليس في حجرة على سطح مسجد: «أحسستُ بعد مرور عام على زواجنا أن كلا منا يدور في فلك ثان، ولم تعد تفكر في الهدف الذي تعاهدنا أن نصل إليه معا!..».
رحيل الدكتور مصطفى محمود
رحل الدكتور والمفكر مصطفى محمود عن عالمنا يوم 31 أكتوبر 2009 عن عمر ناهز 88 عامًا، وقد ترك على أرفف المكتبات العربية نحو 89 كتابًا، منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى رصيده من الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، وما لديه من أسلوب جذاب يتمتع بالعمق والبساطة، وقدم 400 حلقة من برنامجه التليفزيوني الشهير «العلم والإيمان».