لا يتوقف سعي الإنسان نحو محاولة فهم شخصيته وسماتها، أملا فى الوصول إلى السكينة والسلام التي تمكنه من التعامل مع من حوله بكل ثقة ودون خوف، ويعتمد الإنسان في ذلك على أساليب متنوعة، منها ما كشفته دراسة حديثة بإمكانية فهم شخصية الإنسان من خلال أسلوب الفكاهة الذي يستخدمه.
وبحسب الدراسة، التي أجريت في مركز Studio Psi.Co الإيطالي المتخصص في علوم النفس والعلاج السلوكي، أشارت إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الأسلوب الهزلي الذي يستخدمه الإنسان وإمكانية تحديد طبيعة شخصيته وكيفية التعامل معها.
ماهي الشخصية الميكافيلية؟
وأوضحت أن من يستخدم الدعابة من أجل التقليل من شأن الآخرين من أجل أن يظهروا أنهم أفضل أو أنهم يتسمون بالرقي، فهؤلاء الأشخاص ينتمون إلى فئات الشخصيات الميكافيلية التي تميل للتلاعب بالآخرين، وعدم اللامبالاة تجاه أي وازع أخلاقي، وكلمة ميكيافيلية مستوحاة من اسم مؤلف كتاب «الأمير» وهو نيكولو مكيافيلي والذي كان مفكرا وفيلسوف إيطالي شهير في فترة عصر النهضة.
ارتباط بين السخرية والشخصية السيكوباتية
وربط باحثو الدراسة بين الرغبة في ممارسة السخرية والتهكم بالشخصية السيكوباتية التي تتصف بعدم التعاطف وأحيان السلوكيات المعادية للمجتمع، أما الشخصية النرجسية فبحسب الدراسة كانت مرتبطة بأقل الطرق إيذاء في السخرية، وتميل أكثر إلى الفكاهة.
وأجرى الباحثون الدراسة على 715 شخصا لتحديد أساليبهم الهزلية بجانب استطلاع يكشف عن أي سمات شخصية غير سوية، ونشرت الدراسة في مجلة Personalality and Individual Differences.
ولا تعد تلك الدراسة هي الأولى في هذا المجال، إذ سبقها ظهور دراسة عام 2018، والتي تستهدف تحديد الأنماط الكوميدية التي يستخدمها الإنسان في حياته،إذ جرى التوصل إلى 8 أشكال نمطية من الكوميديا يستخدمها الإنسان في حياته، وتبدأ من عمليات المرح والفكاهة والذكاء، وتصل إلى السخرية وهي أكثر الأشكال صعوبة وتدخل فى بند الإيذاء.